[نوف عبدالعزيز]

لقد أسقطتي ورقة التوت عن عوراتهم يا هديل* ..

بموتك سقطت كل شعاراتهم وكل ترهاتهم التي قالت بأن نظامنا الصحي في تطور ..
كيف هذا و ابن الوطن رأى ابنته تحتضر أمامه من غير أي علاج ولا سرير شااااااااااااغر ..
لا سرير كلمه قالها له أكثر من مستشفى حكومي !!
بالله عليكم هل حل وباء في بلدي حتى يصاب كل من بها بأمراض تستدعي ملأ الأسرَّة في مستشفياتنا ..
كم من مستشفى حكومي تمتلئ بها الرياض ؟؟
و كم عدد الأسرة بها هل يعقل أن تمتلئ عن بكرة أبيها ..؟؟
أم أن الأسرة فقط شاغره لأصحاب المعالي ..؟؟
في الولايات المتحدة الأمريكية _ وهي متقدمة علينا بملايين السنوات في نظامها الصحي_ تبين لديهم بأن دولة كوبا أفضل في نظامها الصحي من الولايات المتحدة هذا و الولايات المتحدة نظامها الصحي لا يراهن عليه ..؟؟
فكيف بنا .. ما الخطأ في نظامنا الصحي ؟؟
ما الذي ينقصنا حتى لا نصبح مثل الدول المتقدمة ؟؟
تعبنا وبحت حلوقنا من رفع الأمر إلى ولي الأمر وزارة الصحة فاااااااااااشله في أدارتها فأين المحاسبة و أين المراقبة ..!!
لم تذهب دماء أبناءنا هدراً ولا أحد يدفع الثمن كم من خطأ طبي حصل لأطفال في سن الزهور ؟؟
كم من أناس توفوا بسبب الإهمال ؟؟
كم من أطباء مستهترين تمتليء مستشفياتنا بهم و هم بشهادات مزوره ؟؟
كم من مستشفيات خاصة تستغل المريض وتتلاعب به ولا من رادع ..
لو علم كل طبيب بحجم العقوبة التي ستطالة إذا أخطأ فلن نجد خطأ واحداً و لن يشتكي مواطنينا من الأخطاء الطبية التي تنهي حياتهم عن سبق إصرار و ترصد أضف لذلك ضياع حقهم ..
أنا نفسي تعرضت لخطأ طبي لا زلت أعاني أثاره إلى الآن و كل ما فعلة طبيبي المبجل أن قال سأعيد لك مال العملية و سأدخلك إلى مستشفى حكومي بواسطتي ولا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل .
أن ذهبنا إلى المحكمة سنجد قضائنا المحترم _ وهذه قضية أخرى لا نريد الخوض فيها _ و مراجعاته الطويلة و التي ستكل أنفسنا من عناءها وفي النهاية بعد كل هذا التعب على كم سنحصل ..؟؟!!
سنحصل مائة ألف أو أن أخذت القضية صدى إعلامي مائتين ألف و هذا مبلغ مبالغ فيه حتى و لكن السؤال المطروح :
من سيعوض أوجاع الجسد .. من يعوض دائرة المرض التي دخلت إليها من غير إرادتك ؟؟
لقد أصبحت مستشفياتنا مجازر مع رتبة الشرف و كل ما نراه هو ترهات
و فلاشات إعلامية و كلام لا يسمن و لا يغني من جوع .
أواه يا هديل لقد فجعنا بفقدك وما يفجعنا أكثر أننا نعلم بأن الدور قادم علينا فبدأ الكل يخشى من أن يمرض فجأة حتى لا يموت بعذاب و حسرة ..
تدخل بسبب حمى و تخرج بعاهة مستديمة أو حتى بتابوت ..
فليجبر الله كسر قلبك د.محمد الحضيف و لك الله فهو لن يضيع حقك عليك بأبواب السماء ولا شيء غيرها ..
فهي مفتوحة دوماً عكس أبواب سعادة الوزير أطال الله بقاءه .

كلمة خاصة إلى وزير الصحة :
والله الذي لا اله إلا هو سيأتي يوم يكون فيه الفصل يوم القيامة و ستحاسب فيه على كل صغيرة
و كل كبيرة و أنت أعلم مني بهذا الأمر فأهتم لإدارتك ..

*هديل هي الكاتبة و ابنة الكاتب الكبير الدكتور محمد الحضيف .