حزين أكثر من اللّازم ..
و هل للحزنِ حدٌّ حيث تتجمّع حبّاته ليشّكِّلَ ثرى المنفى المزروع في دواخلنا ..
ماذا عن تلك الدّيمةِ الّتي تجوّلتَ في ثنايا قصيدّكَ تحملُها , و تواري بها حُزنكَ المفجوع بالبُعد و الفقد ..
كيفَ زرعتَ هُنا آلاف العصافيرِ اليتامى و الأفواهِ الثّكلى بالموت , ثمَّ أخرجتَ منها حيّاً يُسابقُ نبضُهُ كلّ الأصابعِ المقطوعةِ فرحا ..
حزين أكثر من اللّازم .. غريب أكثر من اللازم .. بعيد أكثر من اللازم ..
و هل يلزمنا البُعد و الحزن و الغُربة , لنستطيعَ تلمّسنا و البحثَ في أقصانا عنّا ؟
هل يلزُمنا حقّاً غُبارُ الأحطابِ المتناثرةِ تحتَ فأسِ الحُزن , لندركَ معنى أن نكونَ نحنُ , نحن ؟؟
..
الأستاذ جمال الشّقصي ..
دائماً ما تكتُب فتستثيرُ المطر , و تزرعُ العُشبَ فوقَ الغيم ...
هذا القلم , أشجارٌ و أنهارٌ و أشياءُ أخرى كثيرة ..
احترامي و تقديري !