للكتابة نكهةٌ رائعة لا يدرك لذتها كُل من كتب , هذا لأن الكتابة تريد نَفَساً خاصاً وحِساً شفافاً في التعامل مع القلم والفكرة والسطر والمفردات وكذلك علامات الترقيم , والكتابة لم تكن في يومٍ من الأيام هي إجادة وضع القلم بين الأصابع ومن ثم امتطاء صهوة الأحرف والكلمات ! , لا , إن الكتابة دنيا ثانية أرفع وأجل من أن يتعاطاها الكاتب بلا إنسانية ووعي وشفافية . إن الأقلام أمانات والقلم الذي يجري فوق الورق بالحق ليس كالقلم الذي يكتب بمداد الباطل , لأن قلم الحق هو الأقوى والأمضى بنقشه , وقلم الباطل هو الأضعف روحاً والرديء طموحاً بخرّبشته .
الأوراق أرواحٌ بيضاء طيبة , مِنا من يحترمها بحترامه لذاته, ومِنا من يُدنسها بسواد كتاباته , وصدر الورق هو الساحة الرحبة التي تكشف وتميز للقارئ المدرك مدى وعي الكاتب وثقافته واتجاهاته الفكرية وميوله وطموحاته وربما أشياء أُخرى عن معالم روحه .