كنت أنشر في عدة صُحف كويتية بصفة المُشارك العادي دون أن يكون لي بكل حزن عامود رسمي في أي صحيفة ، كنت أتمنى كثيراً بكل شوق أن تكون لي مساحة خاصة بي في أي جريدة رسمية كويتية أضع في حناياها مقالاتي التي أصوغها بـ لهاث حروفي وألونها بـ حزني وسخطي وعنفواني وجنوني وفوضويتي . كنت أعرف كثيراً قيمة الذي أكتبه وأقدمه لهم ، وكانوا كثيراً لا يعرفون قيمة الذي أضعه من كتاباتي بين أيديهم ، إنهم لا ينظرون للسطور بعيون واعية ولا يتذوقونها بلسان الأستاذ " الشبق " للقراءة ، لا ، إنهم لا يهتمون ولا ينتبهون إلا إلى: أنت ابن من ؟ أو: من هو الذي خلفك ! . كانت معظم مقالاتي لا تنشر لأني كنت أكتبها بسياسة ساخرة ، لأني كنت أرفع صوت الأنين في سطورها ، لأني كنت أتحسس آلام بلادي وأقف على جروحها وأصيح: هنا الألم . فكانوا يرفضون بشدة نشر مقالاتي ، وهكذا استمر الحال لفترة طويلة ، فالتفت لمنتديات الانترنت وأخذت أنشر بها كل ما أريده رغم أنف مقص الرقيب ورغم أنف المخبر والجمارك والأصفاد وسوط الجلاد . فشكراً لصفحات الإنترنت التي أسقطت من قاموسها كل الفوارق والطبقات والمسميات ، شكراً لها بعدد ما أسرفنا من حروف قمنا بنثرها أنا ومن مر بمثل ظروفي وعقباتي التي حالت دوني ودون الوصول إلى زاوية رسمية أحلّق فيها وأرسم أجمل ألواني .