[فاطمة العرجان]

قبل فترة وجيزة تم إحياء ذكرى مرور خمس سنوات على نكبة العراق واحتلالها أو

استقلالها أو "...لا أدري؟!" ما يهم أنها نكبة..وبعدها بفترة وجيزة أيضا تم إحياء

ذكرى 60عاما على نكبة فلسطين..وهذه الذكريات المؤلمة خير إحياء

لها هو عقد مؤتمرات أو لقاءات لمناقشة و طرح حلول للقضاء على تلك النكبات

وإنهاء تلك المآسي ولكن..دون جدوى.."كلها شكليات"..

ولكن ما نراه ليس نكبات مزمنة..إن ما نراه نكبات يومية..مع كل إشراقه لشمس

يوم جديد تشرق نكبة تغرب معها مئات الأرواح..والأموال..والآمال..ونحن رغم

تألمنا لحال أمتنا العربية والإسلامية فلم تعد تلك الأمور والذكريات تؤثر فينا أو

تثير مشاعرنا وعواطفنا..فقد أصبح لدينا ما يشبه المناعة أو ربما تعودنا على مثل

هذه الأمور..أصبحنا نسمع يوميا في نشرات الأخبار وصفحات الجرائد بل وبعضنا

يشاهد عيانا..القتلى والضحايا هنا وهناك..ولم نعد نكترث لهم..أصبح الأمر

روتينا..بل قد يستغرب أحدنا أن يمر يوم دون أن يسمع صرخة في العراق أو آهة

في فلسطين أو أنينا في لبنان..هذا عدا النكبات التي لا يتم تغطيتها..ولكن لأنك

مسلم وتعي أنه يوجد غيرك مسلمون منزوون تحت ظل سلطات ديكتاتورية

أو علمانية فأنت تعلم أو تشعر بأنهم يتعرضون لشيء من القهر والاضطهاد والذي

يجدر بنا أن نسميه"نكبة"..

تكاثرت يا بني قوم مصائبنا..فأقفلت بابنا المفتوح إقفالا
كنا نعالج جرحا واحدا..فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

لذا..فلو اضطررنا إلى إحياء ذكرى نكباتنا نحن العرب..فلا بد أن نحييها كل

ثانية..قد تكون النكبة الكبرى تحدث مرة واحدة فيتم إحياءها ولكن ماذا عن النكبات

التي تليها؟!ماذا عن توابع تلك النكبات؟!

أعتقد بأنها جديرة أيضا بالإحياء فلربما نستطيع مع إحيائها إحياء شيء من ضمائرنا..