(الغيرة تريد حباً أكثر, الشكّ يبحثُ عن الحب) * الشنّاوي .
الغيرة طِفل وطِفلة , مثلاً .. قد يغار المُحبّ ( رجلاً أو امرأة ) ممّن لا يشكّل تهديداً للعلاقة حتّى , كأخ , أخت .. نشاط .... ,
يعني ؟ لا علاقة بينها والثقة بالذات , أو العقلنة, و البراهين وعيوب المحبّة , هيَ الغيرة .. تحبّ نفسها , أنانية وطمّاعة ,
ويتقبّلها المحبّوون رجالاً ونساءً , تقول : هات أكبر وأبعد , هات كلّك .. وأنتَ ؟ ممتلكاتي حصراً , و" حقّي " .
بولدَنةٍ يُظهرها الرجل على هيئةِ أوامرٍ وتطلّبٍ ومرجحاتٍ لذيذة ( شيلي , حطّي , لا تروحين , تعالي ) ,
بينما تعبّرُ عنها المرأة بالعادة في غنجٍ والتصاقٍ أوغضباتٍ صغيرة .. وهُنا طبعاً , لا أعني الغيرة التي تتبعُ الشك
أو الخيانات الفعليّة .. فهذهِ بالأكيد حارقة ومُرّة ومُنفّرة لكليهما ..
~
وبخلاف الغيرة , يأتي الشكّ عجوزاً حاداً وشُغلهُ العقل لا العاطفة ..يحملُ في خابيـتهِ أدّلةً و مؤشّراتٍ حقيقية أو مُتوَهمّـة ,
وبظنّي أنّ الشكوكيّة هيَ التي تنطوي غالباً على ضعفِ الثقة بالحبّ أوالذات , لاالغيرة , حتّى أنّ الرجل الّذي يُخوِّنُ حبيبته المخلصة ,
يسقطُ تماماً من قلبِها حيثُ تصلُ رسالته مقلوبةً و" تفشّل" : ( أنا لا أثق برجولتي فأرتاب دائماً بكفايتي لك , بإخلاصك )
وكَذا المرأة أيضاً , بالطبع إذ لم يكن لشكّهما ما يُبرّرهُ جداً .
~
هذَا وَ - خارج الشأن اللغويّ - لا جنسنة في الشكّ والغيرة ( :