ولدت!!في إحدى أرياف ولاية الكاف بالجمهورية التونسية!!
عالمي كان :النهر،والخضرة والجبل والغابة!!
لم يكن عدد السكان يتجاوز الألف ساكن!!
ومنذ بدات أعي ،اكتشفت أن عدد أفراد أسرتي لا يقل عن الألف!!
نعم ،لأننا كنا جميعا نعرف بعضنا وتربط بيننا أواصر الدم والمصير والتاريخ والحلم!!
ومع أننا نشأنا مترابطين متكاتفين!!حتى أنني لا أتذكر أن بابا ما من أبواب بيوت قريتنا الصغيرة قد أغلق في وجه أحد!!إلا أن أظهر ما يكون الترابط بيننا ،يكون في رمضان المعظم!!
صدقوني ،تطفر دموع حرّى من مآقي !!كلما تذكرت رمضانات طفولتي في قريتنا
لم يكن لدينا مسجد جامع!!
بل لم يكن لدينا مسجد أصلا..
كان المصلون يتخذون من غرفة كبيرة تبرع بها جارنا محمد بن حسن مسجدا!!
وكان الكبار يلزموننا بالصلاة في هذا الشهر!!ويحشروننا أولادا وبنات في ركن قصي من الغرفة الضيقة !!ويراقبون مدى التزامنا بما لقنوه لنا من آداب الصلاة !!التي نادرا ما كنا نلتزم بها!!