منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بائع العمر
الموضوع: بائع العمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2006, 02:56 AM   #1
أحمد صويري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية أحمد صويري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

أحمد صويري غير متواجد حاليا

افتراضي بائع العمر


[POEM="font="Simplified Arabic,5,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
كفـى بدمعـكِ أنّ الدّمـع مـن سقَمـي = وحسْـبُ قلبـكِ أنّ النّبـضَ مُنتقـمـي
وحسْـبُ روحـكِ أنّـي اليـومَ مالكُهـا = ولو تبصّـرتِ ، قـد أبصرتِهـا بدمـي
هيهـاتَ ينصـف ذاك الجفـن منجرفـاً = بين الرّمـوش ، وبيـن الدّمـع والقلـمِ
أساور الطّـلّ : مـا للزّهـر ينكرنـي = ويستبيح ، إذا جاش الهـوى ، ألمـي ؟!
أيُوقـفُ القلـب نبضـاً فيـه مُنشـغِـلاً = أم يرتمي الحـبّ بيـن الكـفّ والقـدمِ
ولـي بعينـكِ مـن إبصارهـا ألَــقٌ = يحار ما بين كـفِّ السّمـع ، والصّمَـمِ
يا زهرة العمر .. ما في العمر ساريـةٌ = تغُـزُّ مثلَـكِ أظفـاراً بــذي سـقَـمِ
ما لي أواري جراح القلب عن صخَـبٍ = ودمع عينـيَّ فـي الأحـداق لـم ينَـمِ
أسنّـة البُعـد تعلـونـي ، فأقضمـهـا = علـى الكراهـة بيـن الكفـر والنّـقـمِ
ولـو ملكـتُ مـن الأيّــام متّسـعـاً = بغير عينيـكِ ، مـا أبقيـتُ مـن ظُلَـمِ
أكرمْ بـه خافقـي مـن قلـب صاديـةٍ = عطشى لِلَثْم الهـوى فـي هـدأة الحلُـمِ
ما أنفقـتْ مـن ربيـع العمـر رونقـهُ = إلاّ لكِبـرٍ بـفـرْط الـشّـوق ملتـحِـمِ
شقيقـةٌ فـي ربـوع الـرّوح موئلـهـا = عصـارة القلـب ، والأفكـار والقِـيَـمِ
وا حرَّ قلبـكَ يـا قلبـي علـى زمَـنٍ = ظلّتْ معانيهِ فـي سمعـي صـدى نغَـمِ
هوجاء كالبحـر إمّـا اجتاحهـا غـزَلٌ = يا ربُّ ، كم ذُلِّـلَ الأعـراب للعَجَـمِ !
أذلّكَ الحـبّ يـا مسكيـنُ عـن عمَـدٍ = فمـا صـدرتَ بـه إلاّ إلــى الـعـدَمِ
مجـرّدٌ أنـتَ فيمـا تـدّعـي مـثُـلاً = وقـد تجـرّدتَ إلاّ مـن لظـى الحِمَـمِ
لو كنتَ آنستَ نار الصّمت عـن حنَـقٍ = لمـا تحمّلـتَ ظلمـاً عسـرة الـذِّمَـمِ
لم تتقـنِ الصّمـتَ إلاّ حيـث تزجـرهُ = أيّـانَ تجـفُ لظـاهُ غيـرَ منثـلِـمِ !
يا سيّد الكأس .. مـا نجـواكَ حاملـةٌ ؟ = حتّى نزحتَ عـن الدّنيـا بـلا هـرَمِ !
لوَانَّ قلبـكَ طـاف الكعبـة انصرفـتْ = تبكي عليكَ جموعُ النّـاس فـي الحـرَمِ
رجعـتَ تنفـض عـن أُولاكَ كربتهـا = يا شائب القلب قـد أُضلِلـتَ ، فاستقِـمِ
وجئـتَ لا كالمـلاقـي قلـبَـهُ نـدَمـاً = لكنْ ، كمَنْ يبتغي العشـواء عـن نـدَمِ
يا تسعة البؤس .. هل حَملٌ فتجهضني ؟ = حُبـلاكِ عاشقـةٌ .. كـادتْ ولـم تَـرُمِ
كادتْ تخطُّ علـى الجفنيـنِ لـي شُهُبـاً = حطّتْ على أضْلُعٍ سكـرى ، فلـم تقُـمِ
وبـي مـن الوجـد مـا أفنـى ثمانيـةً = وواحـداً بعـد أن أتممـتُ ، لـم يَـدُمِ
يا حاديَ القلب .. هل خاصمتَ أوردتي ؟ = كم اشتكتْ بَعدَ بُعدِ القلـب مـن ورَمـي
إنْ كان سرَّ غـراب البيـنِ أنْ رحلَـتْ = بـيَ الدّهاليـزُ عـن أُكذوبـة الحِـكَـمِ
فقـد تعلّقـتُ فـي قـبـري أُلاحـقُـهُ = والموت أعظَمُ ما فـي الجـود والكـرَمِ
كم اشتهـتْ دونَـكَ الأنفـاسُ فاطرَهـا = وأُثقِلَـتْ بعـدكَ الأضــلاع بالـرِّمَـمِ
وزُلزِلَتْ بـي جبـال الأرض غاضبـةً = ولـم أزَلْ شامخـاً أصبـو إلـى القِمَـمِ
فعقدة الوصـل فـي البيـداء قاصرتـي = وزورقـي غائـرٌ فـي أبحُـر الشّمَـمِ
وسيعـةٌ فسحـة الآمـال فـي كُـرَبـي = وكـم يكابـرُ ذو حُمْـقٍ علـى وهَــمِ
وكم تكفكِفُ دمع العيـن يـا وجَعـي ؟! = ولـم يكفكفْـكَ يــا أشــلاء مُنثَـلِـمِ
فأسطـوانـات ذاك الـوقـت بـارحـةٌ = بغير صـوت فحيـح الحـيّ لـم تحـمِ
يا بائع العمر ... هـلاّ بعـتَ أوردتـي = لمـن يبيـع قـرار القلـب بالـسّـأَمِ ؟
تبدّلـتْ مهجتـي البلهـاء ، فانكسـرتْ = كلّ التعابير في عظْمـي ، مـن العِظَـمِ
الله يا زمنـي ... يـا صمـت أدمغـةٍ = والصّمـت منعطـف الإيقـاع بـالأمـمِ
[/POEM]

 

التوقيع

[POEM="font="Simplified Arabic,4,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]بابي انت يا عليّ وأمّي = فصل القلب علّه يستريح[/POEM]
swere230@hotmail.com

أحمد صويري غير متصل   رد مع اقتباس