منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - «الثلاثينات » شبح يحتضن الشباب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2008, 01:02 PM   #1
عبدالله الراشد
( شاعر و صحفي )

الصورة الرمزية عبدالله الراشد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبدالله الراشد غير متواجد حاليا

افتراضي «الثلاثينات » شبح يحتضن الشباب



بلوغ مرحلة عمرية يشكل أحيانا صدمة عنيفة لأي منا خاصة إذا كان الوصول إليها بلا تحقيق لأي غاية أو طموح محدد , الثلاثينات مثلا تعد نقطة تحول في حياة أي رجل او امرأة فهي مرحلة تعد « عنفوان» الشباب إلا أنها في الجهة المقابلة بداية للتوجه لنصف الشيب وهي لدى النساء مرحلة للدخول في « بعبع» العنوسة خاصة إذا بلغتها الفتاة دون أن تكون في قفصها الذهبي . هذه المرحلة خشيت من دخولها شخصيا بعد أن وجدت نفسي بحاجة إلى الإقدام على تغير العديد من السلوكيات ووجهات النظر التي عاصرتني في العشرينات وكنت اعتقد انها تمثل مبادئي المستقبلية إلا انني وجدتها في الثلاثينات سرابا لن أصل إليه مهما حاولت .

* الثلاثيني في المعتاد يحاول أن « يتصابى» في ملبسه وتصرفاته و الثلاثينية في المعتاد لا يمر عليها يوم إلا وتدعى انها لاتزال في عنفوانها وانها مطلب العرسان فهجر العشرينات لدى البعض أمر مهيب يستدعي إخفاءه عن المقربين منهم . جميل أن تصل لهذه المرحلة وأنت تؤسس لخطوة متقدمة في حياتك الزوجية أو العملية والأجمل أن تصل للثلاثينات وأنت مستقر ماديا فمن يفكر في تأمين مستقبله والبدء بذلك وهو في هذه السن لن يصل لمراده مبكرا. فالتخطيط للمستقبل ينبغي ان يبدأ وكل منا لا يزال على مقعد دراسته.

* اكثر « الثلاثينيين» في وقتنا الراهن يجهلون مستقبلهم خاصة وان غالبيتهم لم يبدأ حياته الزوجية فمعظم الشباب المقبل على الزواج يكونون « ثلاثينيين» وهذا يعود إلى التأخر في توظيف الشباب ومعاناتهم من البطالة وهو موشر حقيقي على ان التخطيط للمستقبل كتأمين منزل الأسرة والقضاء على مطاردة الديانة لا يكون إلا بعد بلوغ الشاب سن الثلاثين وهو امر يستدعي تدخل الجهات المعنية والقائمة على رعاية الشباب وليس الأمر مقتصرا على بذل السبل لدفع الشباب إلى الزواج أو تأمين مستقبلهم الوظيفي وحسب فتأمين الاستراتيجيات الملائمة لهم لمساعدتهم على تكوين حياة سعيدة هانئة تخلو من المنغصات أمر لابد أن تعمل عليه كافة الجهات الحكومية والخاصة أيضا وتهيئة الشاب لهذه المرحلة تتطلب دعم المحيطين بهم خاصة الأب والأم وأفراد الأسرة .

* الشريحة الأكبر من الشعب السعودي من الشباب وبمعدلات تصل إلى 60 بالمائة وهو أمر يستدعي أن يكون هناك توجه لإنهاء مشاكل الشباب ولعل البداية ينبغي أن تكون بتوفير فرص العمل لهم . فالبطالة دافع لشعورهم بالإحباط وتخلي مؤسسات المجتمع المدني عن مسئولياتها تجاه الشباب امر لابد من الوقوف عنده من قبل الجهات التشريعية والتنفيذية في كافة القطاعات. فاذا تم حل مشاكل الشباب سيعود الأمر على مستقبل المجتمع واستقراره وسيضمن لنا ان يكون لنا شباب واعدون هيئت لهم الظروف ليكونوا قادة المستقبل وأمان هذه الامة من المخاطر ولا أبالغ إذا قلت ان شريحة الشباب بحاجة إلى خطط مستقبلية تحقق تطلعاتهم وترضي طموحاتهم وهو الأمر الذي لايوجد له أي مؤشر على ارض واقعنا المر.

* تقدم العمر لابد أن يوافقه تقدم في الأفكار وتطوير للقدرات وللأسف شريحة كبيرة من الشباب والفتيات في عدة مراحل من أعمارهم لا يسعون لتطوير قدراتهم ويجدون أعمارهم تزحف للثلاثينات والأربعينات وهم جيوب فارغة و» كشخة على الفاضي» ويزيد الامر سوءا في حالة اذا كان مثل هؤلاء بلا موجه او مرشد يرشدهم للضلال الذي ينغمسون فيه دون وعي وادراك لاهمية التخطيط لمستقبلهم الاسري والعملي والنفسي ايضا, واذا ترك مثل هؤلاء للبطالة والفراغ فسيتحولون حتما الى طاقات مهدرة وعقول خاوية بالية لا يستفاد منها ابدا لا لصالح المجتمع والمساهمة في تطويره وتنميته ولا لصالحهم .

......................................
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 29/2/1429

 

التوقيع


احيانا يكون للرحيل معنى والف الم
احيانا يكون الصبح وجع لا ينتهي
والليل جراح
احيانا نقفز للاحلام
نلهث خلف الذكرى
نلهو بين البسمات
نتحايل على الانين
ولا يكون امامنا
الا
"ال ر ح ي ل"
في النهاية

عبدالله الراشد غير متصل   رد مع اقتباس