المرشد الطلابي عبدالله ثويني يدخل غرفته وهو يشد شعره ويعض لسانه في حركات لا إرادية ..تسأله معلمة الصف الخامس الأستاذة نور الفيصل ..ما الأمر؟ ..قال عبدالله ثويني في انفعال واضح ..هؤلاء الطلاب المشاغبون ..أرسلت لهم برقيات عاجلة بالحضور ولكنهم يتلكأون ..
نور الفيصل ..ألم يرد عليك أحد ؟..
عبدالله ثويني ..بلى .. محمد الناصر ..
نور الفيصل ..وماذا يقول محمد الناصر ؟ ..
عبدالله ثويني ..أرسل برقية يقول فيها ..( معلمي الفاضل عبدالله ثويني ..بناء على ماتقتضية الأوضاع الراهنة ومتطلبات العصر الآني ..وبناء على ما استجد على الساحة واستجابة للنداء القادم من أعماق الذات وإشباع لرغباتي النفسيه .. من المعطيات السابقة فإنني أرى أن ينتقل مبنى المدرسة من مكانه الحالي الى شاليه على البحر وأن يتغير وقت الدراسة من الصباح الى عمق الليل )..
نور الفيصل ..وماذا كان ردك ؟ ..
عبدالله ثويني ..عرضت الأمر على الإدارة وهم يتصرفون ..
نور الفيصل ..ولكن بعض الطلاب عاد ..كـــــ إبن المدينة..
عبدالله ثويني ..ليته لم يعد ..
نور الفيصل ..لماذا ؟ ..
عبدالله ثويني..عاد وعادت المشاكل معه ..بل زاد الأمر سوء ..
نور الفيصل ..كيف ..
عبدالله ثويني ..أصبح عدوانياً يثير المشاكل ..كلمة لا ..لا تفارقه ..
نور الفيصل ..وما الذي أوصله لهذه الحالة ؟ ..
عبدالله ثويني ..إسمعي الحكاية ...في الصيف أراد أن يقضي إجازته في لبنان ..كان يحلم بغابات الأرز وخرير الماء ..نفسه تتوق للحمراء والروشة وعاليه ومغارة جعيتا ..كان يمني نفسه بليال ملاح ووجوه حسان ...
وفعلا سافر وذهبت الطائرة بطريق الخطأ الى الصومال ..وعندما نزل فوجيء بالأمر ..أراد الرجوع ولكن المسئولين أفهموه بأن أنظمة البلاد تقضي بأن يمكث المسافر أسبوع قبل المغادرة ...رضخ المسكين للأمر ..عزف عن الطعام ولم يكن يأكل سوى البَيض لعلّه يُنسيه البِيض ..ولهذا كتب ..(آه منها بيضة )
...............
مرّة قشرت بيضة ...
ومرّة قشرتني بيضة ..
آهٍ منها بيضة ..
تتجرد من قشورها ..
لتزرر أردية القمر ..
تلم العرق المتساقط ..
من جبين الشمس..
وتبحث عن منديل ..
يكفكف دمع المطر ..
آهٍ منها بيضة ...
تتبرأ من صفارها ..
لتحصد الفراغ النابت ..
بين الرمال ..
تجمع فتات الصهيل ..
وبقايا الغناء ..
وتملأ من الخواء ..
جيوب النهر ..
آهٍ منها بيضة ..
تهرب من بياضها ..
تتسلق الأبخرة ..
تمسك فرشاة ..
تلون رائحة الكلام ..
الهارب من أفواه البشر ..
.
.
خرجت نور الفيصل وتركت عبدالله ثويني يعض يده تارة ولسانه تارة أخرى ..
,
,
ابن المدينة / يوسف الحربي
فايق ورايق .......أحياناً أكون منافق