منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - "الطيبين" في اوكار الذئاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2008, 02:38 AM   #1
عبدالله الراشد
( شاعر و صحفي )

الصورة الرمزية عبدالله الراشد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبدالله الراشد غير متواجد حاليا

افتراضي "الطيبين" في اوكار الذئاب


* التعامل مع الآخرين بقلب صاف وبلا « لف ودوران» لا يرضي البعض خاصة أنصار تزييف الحقائق و الانغماس في الزيف والبهتان.في المعتاد تكون نوايا الأشخاص « الطيبين» صافيه إلا أنها تصعق بنظرة دونية ممن يعمل معهم أو ممن يخالطونهم في حياتهم اليومية . الطيب في وقتنا الراهن من وجهة نظر البعض يعد شخصا ساذجا يرغم على مواجهة معارضيه والمختلفين معه ويكون صدامه مع المحيطين به رغما عنه في الغالب, فمن يختلف معه لا يكن له العداء بل يظهره على السطح ويكون واضحا للعيان معتقدا أنه بذلك يتجاوز عقلية « أخونا الطيب» ضنا منه بان طيبته ماهي إلا ثغرة تسهل له الصعود على أكتافه .

* طيبة القلب والرقي في التعامل ليست شيئا مذموما لكن التعامل مع « الطيبين في خلقهم وتعاملهم « هو المشكلة بعينها ,إذ إن الطيب نموذج منبوذ ووصف يطلقه الاغلبيه على من يعتقدون بأنهم ضعفاء كأن يقال عنهم « هؤلاء على باب الله» و « على نياتهم» وهي ألفاظ ظاهرها الوصف الحسن إلا أن وقعها على الأذن لدى بعضنا لا يعني إلا المسكين والمغلوب على أمره , ولست أعلم لم هذا التناقض بين الوصف والمعنى لدى هولاء . دماثة الخلق وخفة النفس وطهارة التعامل أمور نحن الأحوج إليها في وقتنا الراهن في زمن أصبح الزيف فيه سيد الموقف والمسيطر على العادات والتعاملات اليومية في حياتنا حتى أصبحنا نسمي النفاق « مجاملة « ونعده رغم كونه أسلوبا مشينا من أنبل الأمور التي ترتكز عليها تعاملاتنا في أي مكان.

* « إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب» , « لا تصير دجاجة « ,وغيرها من العبارات ماهي إلا ثقافة تسيطر علينا وتدفعنا للتذاكي على بعضنا والمراوغة في كل خطوة لنا لذا تجد الاخوة في المنزل الواحد لا يفهمون بعضهم ويتعاملون فيما بينهم بأسلوب لا يخلو من النظرات الدونية وارتفاع الصوت والشتم والقذف وتكون البيوت حينها مكانا غير آمن تخلق فيه الصدامات في أي وقت , والأمر نفسه في مقرات الأعمال فكم من زملاء مهنة تجمعهم الأعوام في مكتب واحد وهم في صمت رهيب لا يخلو من الغمز واللمز وتصغير الذات وتحقير الانفس والتقليل من شأن الافكار والتطلعات . ثقافة التعامل والارتقاء في التودد لبعضنا هي القيمة الأسمى التي لا يلتفت لها البعض لدواعي « الغطرسة « « وشوفة النفس» حتى ولو كان ذلك على حساب المحيطين بنا في البيت او العمل او في أي مكان عام او خاص.

* همسة :
لنا في حياتنا عبر أن لم نقترب من فهمها ستكون الحياة بلا طعم ولا رائحة .




.......................................


نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 1/2/1429

 

التوقيع


احيانا يكون للرحيل معنى والف الم
احيانا يكون الصبح وجع لا ينتهي
والليل جراح
احيانا نقفز للاحلام
نلهث خلف الذكرى
نلهو بين البسمات
نتحايل على الانين
ولا يكون امامنا
الا
"ال ر ح ي ل"
في النهاية

عبدالله الراشد غير متصل   رد مع اقتباس