منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فوضاهم العالقة بي / بك !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2008, 12:09 AM   #6
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 459

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


قال الشاعر ونزيف الجرح في قلبه لم يتوقف: " إسرائيل دولة واحدة تتكلم اللغة العبرية ، ولكن هناك اثنتان و عشرون دولة ممثلة أنظمتها ـ و ليس شعوبها ـ بإسرائيل ، تتكلم اللغة العربية".

أغمضي عينيك من عار الهزيمة

أغمضي عينيك .. وابكي ، واحضنيني

ودعيني أشرب الدمع .. دعيني

يبست حنجرتي ريح الهزيمة

ـ لوركا كان يدافع، في تدخله بالسياسة، عن ابتسامته، وأنا أدافع عن دمعتي، لأنه لم يبق لي ابتسامة.

ـ لقد مات حيدر عبد الشافي طاعنا بالحزن.

آن وقف الشاعر، ليستعيد ما قاله ليلا على باب فديريكو غارثيا لوركا ، انحنت القاعة لشاعرين لهما وللكلمة الجريئة الملتزمة حديث يطول. لوركا، الشاعر الذي قُتل على يد كتائب الفاشيين الأسبان، حين كانت البلاد تئن تحت وطأة الحرب الأهلية، و سميح القاسم، الذي لا يزال وأرض فلسطين، و شعبها الصامد بالداخل،في أنين وسط عالم أصم.

المستعربة نيبس باراديلا، عندما قدمت سميح القاسم ، قالت أنه شاعر سياسي. وعندما مشى الشاعر إلى المنصة، منتصب القامة، قال : أنا لست شاعرا سياسيا، إنما السياسة موجودة في قصيدتي. وتابع يقول، سألوا مرة فيديريكو غارثيا لوركا لماذا تتدخل في السياسة ؟ أجاب:

ـ أنا أدافع عن ابتسامتي.

أما أنا " قال سميح "، اسمحوا لي أن أدافع عن دمعتي، لأنه لم يبق لي ابتسامة. وذكر الشاعر أنه في يوم زار بيت غارثيا لوركا وعلى إثر الزيارة كتب قصيدته المشهورة " ليلا على باب فيديريكو" التي ترجمها إلى اللغة الأسبانية البروفسور المدافع عن القضية العربية الكاتب بيدرو مارتينث مونتابث:



فدريكو..

الحارس أطفأ مصباحَُه

انزل

أنا منتظر في الساحة

فد.. ري.. كو

قنديل الحزن قمر

الخوف شجر

فانزل

أنا أعلم أنك مختبئ في البيت

مسكونًا بالحمى

مشتعلاً بالموت

فانزل

هأنذا منتظر في الساحة

مشتعلاً بلهيب الوردة

قلبي تفاحة..

الديك يصيح على قرميد السطح

فدريكو

النجمة جرح

والدم يصيح على الأوتار

يشتعل الغيتار

فد .. ريكو

الحرس الأسود ألقى في البئر سلاحه

فانزل للساحة

أعلم أنك مختبئ في ظل ملاك

ألمحك هناك

زنبقة خلف ستارة شباك

ترتجف على فمك فراشة

وتمسّد شعر الليل يداك

انزل فدريكو

وافتح لي الباب

أسرع

هأنذا أنتظر على العتبة

أسرع

في منعطف الشارع

جلبة ميليشيا مقتربة

قرقعة بنادق

وصليل حراب

افتح لي الباب

أسرع خبئني

فدريكو

فد.. ري.. كو



الشافي مات طاعناً بالحزن



قبل أن يلقي الشاعر قصيدته، كان قد وجه تعزيته للشعب الأسباني بالجنود الذين قتلوا في أفغانستان، ولكنه لم يذكر وبنفس الوقت، الراحل الفلسطيني الوطني اليساري، حيدر عبد الشافي، الذي فشل العدو الإسرائيلي في تطويعه. أحد الحاضرين شكر الشاعر على تعزيته بالجنود الأسبان و سأله كيف ينسى بهذه المناسبة الراحل البطل حيدر عبد الشافي. فرد الشاعر قائلا: " حيدر عبد الشافي ، كان صديقي و أخي و رفيقي، وكنا في خندق واحد ، وقد كتبت مقالا عنه تحت عنوان " أنا غاضب على موتك يا حيدر عبد الشافي" . لقد مات حيدر طاعنا بالحزن.

عندما استلمت الدعوة من البيت العربي للأمسية الشعرية كان مذكور فيها أنه ستُغلق أبواب القاعة لدى امتلاءها ، لهذا قررت أن أكون أول الحاضرين . عندما وصلت جلست على الكرسي الأول في الصف الأول. كنت أتوقع أن أراه كما كان قبل ست سنوات أو أقل حين أجريت معه لقاءا لمجلة (الزمان الجديد)، ولكن فوجئت به وسنوات القهر قد أخذت منه فجاء متعكزا على عصاه، على عكاز الروح وكأنه فلسطين، كلاهما جرح ينزف، وكلاهما أخذت منه وطأة الاحتلال. ولعمري أن وقع الوجع يكون أشد إيلاما حينما يشعر الموجوع بالوحدة ، حين ينفض عنه الأخوة و الأشقاء. إنها فلسطين، إنه سميح، وآخر رشفة من قدح. تُرى هل تكون لفلسطين أم للمتآمرين؟



نازلاً كنت : على سلم أحزان الهزيمة/ نازلاً .. يمتصني موت بطيء /صارخاً في وجه أحزاني القديمة : أحرقيني ! أحرقيني .. لأضيء !

لم أكن وحدي ، /ووحدي كنت ، في العتمة وحدي /راكعاً .. أبكي ، أصلي ، أتطهر /جبهتي قطعة شمع فوق زندي /وفمي .. ناي مكسّر .. /كان صدري ردهة ، /كانت ملايين مئه

سجداً في ردهتي .. كانت عيوناً مطفأه ! /واستوى المارق والقديس /في الجرح الجديد

واستوى المارق والقديس /في العار الجديد /واستوى المارق والقديس /يا أرض .. فميدي

واغفري لي ، نازلاً يمتصني الموت البطيء /واغفري لي صرختي للنار في ذل سجودي :

أحرقيني .. أحرقيني لأضيء .



عندما قدمت المستعربة نيبس الشاعر، قالت الشاعر الفلسطيني، فلم ينتظر عليها لتتم تقديمها له بل قاطعا قائلا،الشاعر العربي . إنه الشاعر الذي كره دائما بأن ينعت بالشاعر الفلسطيني وفضل وصفه بالشاعر العربي.وهو الذي قال يوما "نحن لا نريد استبدال أم كلثوم بمادونا، ولا فريد الاطرش بمايكل جاكسون، ولا عبدالوهاب او المطربين المغاربة والعراقيين والجزائريين، كما أننا لا نبدل صحن الكسكسي او المجدرة او الكبسة، بالهمبرغر، لدينا ثقافة نعتز بها ولا نريد استبدالها نأخذ ما يريحنا ونعطيهم ما يريدون، لكن لن نقبل بإلغاء هويتنا الثقافية العربية فالكاوبوي لن يلغي حضارة عمرها أكثر من 3000 سنة".



طعام الشهيد يكفي شهيدين/يا أمنا الريح .. يا هاجر ألمتعبه/ أعدي الطعام القليل لأبنائك العائدين على عربات المنافي/ خذي كفني شرشفاً للأواني العتيقة/ قومي افرشي للضيوف الأحبة كوفيتي../إنهم متعبون جياع/ أعدي لهم وجبة من بقول الخراب

أعدي كؤوس العذاب/ وإبريق أحزانك ألمرعبه/ سيجمعنا الخبز والملح عما قريب

وتجمع أشلاءنا لقمة العودة ألطيبه.

حينما انتهى الشاعر من قراءة قصيدته " كلمة للفقيد " دوت القاعة بالتصفيق الذي استمر خمس دقائق، بعد ذلك جلس والعرق يتصبب منه، لجدل خفي أبدي يربطه مع الأرض والقصيدة، التي هي عكاز روحه، أرادت أن تشكر الأستاذة نيبس الشاعر و الحضور، إلا أن سميح أوقفها متوجها للحضور يسألهم إن كان لأحدهم تعليق أو سؤال. فرفع يده المدافع الأسباني الأول عن القضية الفلسطينية والقضية العربية، البروفسور بيدرو مونتابث، و مباشرة و بابتسامة احترام قال الشاعر: تفضل بروفسور بيدرو. وقف البروفسور بيدرو ما بين الوجع وبصيص الأمل، ما بين الوقائع المسموعة و المرئية و مابين سميح وقامة القصيدة، ما بين الليل وخيط من النهار، وقال:إنك لا تزال شاعر القضية الفلسطينية و شاعر العروبة، وأخشى أن أقول أن القضية على وشك الرحيل، وأن العروبة على وشك الرحيل، إلا أنني وجدتها في شعرك لا تزال حية.



تقدموا.. تقدموا/ كل سماء فوقكم جهنم/وكل أرض تحتكم جهنم/ تقدموا../يموت منا الشيخ والطفل/ ولا يستسلم/ وتسقط الأم على أبنائها القتلى/ ولا تستسلم../ تقدموا..

بناقلات جندكم../ وراجمات حقدكم/ وهددوا../ وشردوا../ويتموا../وهدموا..

لن تكسروا أعماقنا/لن تهزموا أشواقنا/ نحن قضاء مبرم

.......................هلا .. ياهلا/ إلى عرسنا .. أولاً ../ إلى شمسنا .. أولاً ../إلى قدسنا .. أولاً ../هلا .. ياهلا ../بأبيض/أسود/أخضر/أحمر/طعام الشهيدة يكفي شهيدين

والله أكبر/الله أكبر/الله أكبر..



الشاعر، قدم قراءته الشعرية، بقاعة ماريا ثمبرانو في مركز الفنون الجميلة في مدريد، بساعة حرصت فيها إدارة البيت العربي على أن تكون ملاءمة للصائمين بحيث يتمكنون من الإفطار ومن حضور الأمسية.

دعوة الشاعر تجيء بأوقات تتفاقم فيها مأساة الشعب الفلسطيني التي يعاني منها منذ خمسة عقود ، وحيث تزداد خطورة الأوضاع بالعالم العربي و الإسلامي. تأتي الدعوة، والعمليات العسكرية الإسرائيلية تأبى أن تترك يوما يمر دون أن يخلف وراءه القتلى والجرحى .

الدعوة لم تتوقف عند الأمسية الشعرية فقط ، بل شارك الشاعر في

" هناك مهرجان " المهرجان يُقام في سيغوبيا و يستمر أسبوعا و يشارك فيه كل من:

الشاعر النيجيري ووليه سوينكا الحاصل على نوبل للآداب 1986 .والفيلسوف البريطاني غرايلينغ.و الروائي الاسكتلندي ، أيان رانكين.والشاعر الفلسطيني مريد برغوتي الحاصل على جائزة نجيب محفوظ 1997 .والروائية اللبنانية حنان الشيخ. والروائي الأسباني خابير مارياس.

و عدد غفير من المفكرين و الشعراء والأدباء و الصحفيين والمترجمين من أنحاء العالم بالإضافة لممثلين عن الأمم المتحدة، وبعض المنظمات الإنسانية و ممثلين عن بنك النقد الدولي.

مداخلة سميح القاسم في المهرجان كانت عبارة محادثة حول الرقابة، يجريها مع المستعرب الأسباني، الأستاذ في جامعة الأوتونوما في مدريد، إغناثيو غوتيرث دى تيران.


 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل