بسمه الهادي
( 3 ) انتظار
الساعة تشير الى الثانية ظهرا ً .. !
موعد العودة ,, تشعر بلهفة يعجز اي قلم ٍ عن وصفها ,, وحنين من نوع آخر ! فقد مضت ْ أشهر دون رؤياه ..
هو سافر لاستئناف دراسته هناك ,, ورغم التغير الجزئي في تصرفاته الذي بدأ في أيامه الاخيرة ,, إلا انها تتذرع بالدراسة !
تخادع نفسها في كثير من الاحيان ,, لأنها بكل بساطة تحبه .. تعشقه .. !
وذلك الحب الجنوني اهوى بها ,, لترفض العرسان وتبقى عند محطة انتظاره ,, هي أرتأت ذلك .
المطار به الكثير .. وعينها ترقب القادمين بكل حذر ,, ليقبل ذلك الطيف فيبلغ التحديق ذروته ,, وتتأمل بكل تفاصيله ,, لكنه هذه المرة لم يعد وحيدا ً ,, هنالك ظل آخر يتبعه ,, لتغمض عينيها رافضة قبول ما يجري وتهذي مثرثرة : هذا الذي خشيت وقوعه .
فتجري بين زحمة المنتظرين وهو يراها دون اكتراث !
( 4 ) رحيل
_ مات ؟
خبر لم يدع لها مجالا ً للتفكير ! فقد مات زوجها في حادثة تحطم طائرة اودت بحياة جميع ركابها ,, عقلها يأبى القبول . والخبر لم يصل الا متأخرا ً .
جرت بعيدا ً عن مرأى الجميع ,, لتستوقف عند نافذة الديار ,, هي لم تستوعب بعد ماحدث ,, وقد اقسمت له بأن لاحياة لها بعده .. وقد كانت عند وفائها .. !
هو لم يرحل .. فهو لم يكن متواجدا ً على الطائرة !
وعاد لينفي خبر وفاته .. ! فيقتحم الديار .. ويناظر زوجته .. اشتاقها الى حد الجنون .. فيمضي لها .. يحدثها فلا تجيب .. ليدرك بأنها لن تجيبه أبدا ً ! وتمنى إنه لو رحل فعلا ً !
ويبقى ..
جل التحاايا