منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - من غير ليه
الموضوع: من غير ليه
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2007, 11:47 AM   #1
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 51

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي من غير ليه



هكذا وجدتني ،، وكأني اللحظة عرفت ماهية الحواس وعدد السماوات ،،
لم أنتبه إلى ما حولي ،،
لم أر إلا خواطري المتلاطمة في حمرتها القانية ،،
بأي وسيلة وفي أي وقت ؟! ،،

ثقل رأسي في مهب الهواء الرطب ،،
وغلبني الإرهاق وغابت الشمس بسرعة مذهلة وأنا أستمع إلى جهاز التسجيل ،،
فتحت عيني فبدت العتمة في هبوطها الوئيد ،،

وبدون حراك قمت في خفة غير متوقعة ،،
تخلص رأسي من الحرارة وقلبي من الثقل ،، ما أعجب ذلك ،،

انقشعت الكآبة وتلاشى التشاؤم ،، إني الآن إنسان آخر ،،
متى ولد ؟!،، كيف ولد ؟! ،، لماذا ولد ؟! ،،
تساءلت أيضا ً عما حدث في جلوسي ساعة ،،
لم تكن ساعة فقط على وجه اليقين ،،
كانت عصرا ً كاملا ً وعدت في عصر جديد ،،
لا شك قد حدثت في أثناء جلوسي أمور ذات شأن ،،
ولولا فرحة الشفاء المباغت لاحتفظ الوعي منها بقبس ،،
ألهتني الفرحة عن التشبث بالإجابات فتلاشت أشياء لا تقدر بثمن ،،
لكنني قمت برحلة طويلة وناجحة ،،
وإلا فمن أين وكيف جاء هذا البعث ،،

وهو بعث غير معقول ولا مبرر له ولكنه حقيقة محسوسة ماثلة يمكن أن ترى ويمكن أن تلمس ،،
بالرغم من الفراغ والإفلاس ،، بالرغم من عناد الأشياء وتحدياتها ،،
بالرغم من الخسران والأحزان ،،
إذن فلأستمسك بالنشوة كتعويذة سحر ،، ولتكن قوتها في سرها الغامض ،،
ها هي الحيوية تدب ناشرة شذاها الظافر ،،
وفي الحال عدت من جديد إلى الأغنية بعد أن رفعت الصوت عاليا ،،

ومع تتابع الخطوات تدفقت الحيوية خلابة واعدة ،، كما تبشر السحابة الثرية بالمطر ،،
غادرت سيارتي ولكني بقيت متكأ عليها ،،
كان القمر بدرا ً والسماء صافية كأنها فتاة تعرت لتستحم في نوره البهي ،،
فبهرني السحر وجمال الليل وفتنة النسيم وكأني أرى القمر ساطع لسبب ما على غير عادته ،،
بل لعلي كنت أراه مختلفا حقا ،،
لأني أحيانا أمر على محاسن الكون ومفاتنه بعيني أعمى وأذني أصم ،،
أما الليلة فقد نظرت وسمعت ،،
وقلبت وجهي الذاهل في أقطار السماء والفضاء ،،

لماذا الآن ؟! ،، هكذا ،،
خلت الأنوار الهادئة ترقص طربا ً والقمر الساطع ينشد نشيد ترتله السماوات والأرض ،،
وأحسست كأني معلق بأطراف النور الفضي كمن يتقلب على بركة من الزئبق ،،
أي حسن ،، وأي شعور ،،
أنشد صوتها في أذني ،، وابتسمت صورتها لعيني ،،
وكان السحر بها يعلو تارة حتى يملأ الفضاء ،،
ويخفت أخرى معها حتى ينفذ إلى أعماق القلب ،،

ولما تذكرت تفاصيل اللقاء بلغ الفرح بنفسي مبلغا ً ظننت أني لن أذوق الحزن بعده أبدا ،،
فأحسست بالرضا ،، وأنعم قلبي بعاطفة السعادة ،،
وعندما استقر كل شئ في مكانه ابتسم قلبي ،،

سكن صوت الأغنية ولكن صداه واصل نفاذه إلى الأعماق ،،
ألست من سكان الأرض ؟! ،،
حقا ً إن الإنسان قد تخترق عينيه سجف الأفق وتعمى عما يقع عليه ظلها ،،
فثملت بعبق القبلة الحارة التي نفثت في جوارحي سكرة باقية حتى اللحظة ،،
جاش صدري بالحب خاشعا ً في الوقت نفسه تحت هيمنة الأحزان ،،
استرديت ثراء وجدان دافنا ً الآلام في بئر مترع بالأسى ،،
ولكني طربت حتى فاض قلبي بالدمع ،،

هكذا ،، من الأعماق ومض شعاع ،، انتعشت الروح لأول مرة منذ دهر ،،
بثت حياة في الإرادة ،، تفجرت الأحلام في صورة إلهام صاعد ،،
ورفعتني موجة استهانة وتحد فوق كل شئ ،،
فتطلعت من فوق ذروتها إلى أفق واعد

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس