[ طلال مدّاح ]
لُقّبَ [ بصوتِ الأرض ] و لن أكون مُبالغاً لو أضفتُ :
بأنّه [ سماء الصوتِ ] - أيضاً - .
* * *
في الأرض بساطة التربة و عُقدة الخصوبة وهما ما مُنحا للراحل
الباقي طلال مدّاح ...
إذ بساطة الحضور على المستوى الإنسانيّ و الحياتيّ مع عُقدة
التميّز في الطرح الفنيّ ، والتي لا يعلم سرّها إلا [ هو ] .
* * *
في [ السماء ] طُهرُ الأشياء و بِكارتها بدءاً بالصوت وليس انتهاءً عند
آخر نوتةٍ تغنّى بها الراحل / الباقي ...
في صوته :
غيماتٌ و أشجارٌ و أطفالٌ و مروج ...
ليس مهمّاً ترتيب السابق لأنّ في الترتيب رتابةٌ مُملّة لا تسكن ذلك
الصوت المُمتد عمراً لـ أربعين فنّاً .
* * *
تجذّر بالأرض حتّى تغنّى بلهجتها [ الحجازية ]
وارتفعَ إلى السماء حتّى تغنّى بلغتها [ الفصحى ] ...
وفي هذه و تلك أتقن الصوت قبل النطق ... لأنّه لم يُعطِ الحياة كُلّه ،
فأعطته الحياة كُلّها .
* * *
عندما غنّى [ عملة مغشوشة ] لم يُرد إلاّ إخبارنا بالفن المغشوش
لأنّه أستاذٌ أتقن مهنته التي من خلالها نصح و مثّل وأعطانا ذلك الدرس .
* * *
استكبروا [ موتته ] و لم يستكثروا رحمة خالقهم ... الذي أدخل الجنّة
قاتل المئة .
* * *
صوتُ الأرض و سماء الصوت
رُحمتَ من ربّ الرحمة لا من أربابها .