منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حُب الحياة..
الموضوع: حُب الحياة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2007, 11:56 AM   #1
أسمى

قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ

مؤسس

افتراضي حُب الحياة..



حُبُّ الحياة


.

لما حضرت الوفاة معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكنْ كنتُ أحبُّ البقاء لمكابدة الليل الطويل ولظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمة العلماء بالركب في حِلَقِ الذكر.
ويقول أبو قتادة رضي الله عنه: بابٌ من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حَوْل.

.

أما ابن الجوزي - رحمه الله - فيحدَّد لنا موضوع الرغبة في الحياة للاستزادة من العلم ولنفع الناس في كلام ظريف لطيف كعادته قائلاً:

دعوت يوماً فقلت: اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل، وأَطِلْ عمري حتى أبلغ من ذلك ما أحب، فعارضني وسواس من إبليس قائلاً: ثم ماذا؟ أليس بعد ذلك الموت، فما الفائدة من طول الحياة والرغبة فيه؟ فقلت لهذا الوسواس: يا أَبْلَه، لو فهمت ما تحت سؤالي لعلمت أنه ليس بعبث، أليس في كل يوم تزيد معرفتي وعلمي، فتكثر ثمار غرسي، فأشكر يوم الحصاد، أفيسرُّني أنني متُّ منذ عشرين عاماً، لا والله لأني ما كنت أعرف الله حينه عُشْرَ معرفتي به اليوم.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزيد المؤمن من عمره إلاَّ خيراً)،
وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله عز وجل الإنابة)، ولو قدرت على عمر نوحٍ عليه السلام لفعلت، فإن العلم كثير، وكلما حصل منه للإنسان شيء رَفَع ونَفَع.

وأقول:
لو أخذنا مقولة معاذ بن جبل رضي الله عنه مخاطباً ربَّه وهو على فراش الموت لرأينا الوضوح في التعامل مع الدنيا، فهو لا تملك قلبه، ولا تغريه مباهجها، ولا تطغيه لذائذها، وهو مع ذلك قد تولَّى المناصب، وسعى فيها باتِّزان، وطلب منها ما يعيش به عيشة الكرماء، ولم يزهد فيها زهد المتقوقعين الضعفاء.
.

كل نصٍ من النصوص السابقة يقول لنا :
عيشوا الحياة معيشة من يبنيها على الخير.

مُقتطفاتــــ..من عمود دفق قلم..للدكتور/العشماوي في صحيفة الجزيرة.لـ هذا اليوم 11/9
.

 

التوقيع

[الحياة ليست كما تبدو ]
هو كل مافي الأمر .
t _ f

أسمى غير متصل   رد مع اقتباس