منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مواسم الروح... سيرة الضوء، والثرى!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2025, 09:29 PM   #2
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16406

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


حين يُصبح التأمل كتابة
في زمنٍ تتكاثر فيه الضوضاء ويُستهلك فيه الحرف كما تُستهلك الملامح
يأتي نصّ “مواسم الروح” كمنسكٍ روحيّ متأنٍّ
يسير على إيقاعٍ داخليّ خافت فيوقظ في القارئ صوتًا طالما أغرقه الزحام.
تتماهى فيه الذات مع الزمن وتغدو الكلمات جسورًا
بين الأرض والسماء بين الوجع والنضج
بين الإنسان وأفق نفسه.
شموليّ لا يُحدّ بزمنٍ أو تجربةٍ بعينها يغوص في تأمّلٍ عميق
عبر طبقات الشعور باحثًا عن معنى النضج ومعنى الخسارة ومعنى النجاة.
فيه خطاب وعظيّ ينهل من نهر التجارب ويعرض سيرة النضج
بوصفها خلاصة الدروس لا عدد السنوات.
وفلسفة قائمة على الرضى والقبول والسلام مع ما لا يمكن تغييره
مع التأكيد على قيمة الوعي بالذات واحترام الجسد والإصغاء إلى البصيرة.
وما بين السطور..
تحت سطح الكلمات ينبض النص بجمرٍ جوهري
ودعوة إلى التحرر من قوالب المجتمع من ثقافة اللهاث
من تقديس الإنجاز السريع ومن الهوس بالكمال.
والمصالحة مع الهشاشة والفقد ومع الوحدة
حيث لا يُنظر إلى الانكسار كعار بل كمعبر إلى جوهر أعمق.
هنا الفقد ليس نهاية ربما كان يدٌ تُنقذ
والابتعاد ليس هروبًا قد يكون بابٌ يُفضي إلى هواءٍ أنقى.
الإحتفاء بالصمت الذي تنمو فيه الجذور وتزهر فيه المعاني في غياب النور
كما لو أن الحكمة لا تولد إلا في العتمة.
هو صوت من يعرف نفسه ذاك الذي لا يحتاج إلى الصخب ليكون.

كل فقرة وكل عبارة كأنها فصل من سيرة وهجٍ لا يسطع فجأة بل يتسرّب كهمسٍ من خلال شقوق الندوب
ويُشعل الداخل لا الخارج.

سلامٌ يُشبه الاكتمال..
“مواسم الروح” ولادة ثانية لقارئه ونصٌّ لا يعلّمنا كيف نُصبح المطر.
وتذكرة نحو الجوهر لتدفئة قلبٍ نجا من شتاءٍ طويل.
وفي النهاية يُنهي الكاتب النص بسلامٍ يفتح أبواب الاستمرار
سلامٌ يشبه الرواء بعد العطش.
سلامٌ لا يشبه السكون بل يشبه الاكتمال.

من ذاق الانكسار بكرامة
ومن حمل جراحه كشهادة على البقاء
يستحقّ أن يعيش بسلامٍ وما أعمق هذا السلام.

أ. جهاد..
فكرك يفيض بالحكمة والتأمّل تخرج كلماته مشبعةً بهدوء التجربة
لا ضجيج التنظير.
وأسلوبك عميق دون تعقيد يفتح نوافذ على البصيرة
لا يحتكر الحقيقة بل يفتحها كنافذةٍ تُطل منها الأرواح على نفسها.

عُمق

 

عُمق غير متصل   رد مع اقتباس