منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشرف بين اللصوص
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2025, 12:36 AM   #2
منى آل جار الله
( آنين المطر )

الصورة الرمزية منى آل جار الله

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50618

منى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعةمنى آل جار الله لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



عمّ الصمت، وتبادل الحاضرون النظرات. ثم استأنف الشيخ حديثه بلهجة صارمة:
• "من اليوم، يحرم علينا سرقة بعضنا البعض!"
• "لا يجوز الكذب فيما بيننا، لكن يجوز على الآخرين!"
• "نقسم الغنائم بعدل، لأن الظلم داخل الجماعة يهدد تماسكها!"
• "إذا خان أحدنا العهد، فعقوبته أن يصبح خارج الميثاق، أي أنه يصبح حلالًا لنا كما هم الآخرون!"
وهكذا، دوّن اللصوص "ميثاق الشرف"، ووضعوا عليه بصماتهم الملطخة، لا بالحبر، بل بآثار الجرائم التي ارتكبوها.
المفارقة العجيبة
الميثاق لم يُحرّم السرقة، بل وضع قواعد لتنظيمها. لم يُلزم بالصدق، بل قنّن الكذب. لم ينصّ على النزاهة، بل حدّد متى تكون الخيانة مقبولة ومتى تُعدّ خطيئة.
أليس هذا ما نراه اليوم؟
• الساسة يسرقون باسم القانون، لكنهم يعاقبون من يسرق خارج إطاره.
• التجار يرفعون الأسعار بلا رحمة، لكنهم يحاضرون عن "أخلاقيات السوق".
• الكبار يحتكرون الثروات، لكنهم يعظون الفقراء بالصبر والأمانة.
حين يصبح الشرف صناعة انتقائية
في النهاية، لم يكن الشرف بين اللصوص أكثر من عقد اجتماعي بين جماعة قررت أن تسرق دون أن تسرق من بعضها. إنه ليس شرفًا بالمعنى الأخلاقي، بل هو مجرد استراتيجية للبقاء، تمامًا كما تفعل الذئاب عندما تصطاد في مجموعات لكنها لا تفترس أفراد قطيعها.
إنه "الشرف" الذي تحكمه المصالح، والذي يتبخر بمجرد اختلافها. فإذا أردت أن تفهم كيف يعمل العالم، لا تبحث عن الحقيقة، بل ابحث عن ميثاق اللصوص، فهناك ستجد القواعد الحقيقية التي تحكم اللعبة

 

التوقيع

كائن يبحث عن وسادة من ضجيج عقله ..
" لا أحد يدرك الأمر سوانا "

منى آل جار الله غير متصل   رد مع اقتباس