.
بِـ ظِلِّ وَرْدَة.. سَأَلتُ: نَازك
* نَعلم أنكِ فارهه في نحت الحروف حتى يخرج لنا نَص "نَازك"، ثُم اكتشفنا أنكِ ترسُمين وتُصممين ؛ ياتُرى مالذي مُمكن أن يلقاه المرء من الرّسم والتصميم ولم يَجده في الكتابة؟
- مهما تغافلنا وتعايشنا وواقع الحياة ثمّة لحظات انهيار داخلي تحدثُ في صمتٍ مطبقٍ لا تدركُ هزّاتهُ سوى ضلوعنا التي تتكوم بحنُوّ الأم علينا ثَمّ وحين تضاعُف رِتْمِ تلكم الزلازل نهرعُ لآداةٍ ما لنتخفف مِن خلالها علّها تكونُ السلوى
وبطبيعتي الصامتة وجِبِلَّتي المُنعزلة كنتُ ولم أزلِ متمسّكة بأدواتي/ قلمي وفرشاتي
فحينًا تحرِّضُني حواسّي للبوح بالكلمات وأخرى بالرسم وتمويهِ الدموع على هيئة بحرٍ مائج والفقدِ لِسماءٍ شاسعة والشوق لغروبٍ دامٍ !!
وهكذا أطوِّعُ كلَّ أداةٍ أمتلِكُها لتنوب عنّي وتقولُ ما يُشبهِ الكلام !
وعن سؤالك … أقول
الكتابة عندي في المقام الأول حين أتوقُ للفضفضة وحين تضيقُ عليّ السُبل
أشتاقُها جداً وأفتقِدُها جداً
حين أكتبُ أنهمر وتنهار كل الحواجز والفواصل وأشعر بروحي تركضُ في ماراثون الورق وبلا تفكيرٍ بسبقِ الوصول أو التوقُّف
مسرحُ الكتابةِ غنيٌ بالتنوع مابين صعودٍ وهبوط تتلقّفُني في سلّمِها الموسيقي فأجدها روحي تحلّق بكل رشاقة تنزلِق بين الأسطر بكل هدوءٍ وتُؤدة
وكأنها تُزاوِل التّناسي بإرادتها الكاملة !
وكذلك للرسم أدواتهُ الخاصّة التي تمتاز بالمزيد من الغموض والتمويه ممّا يجعلها فنّاً صامتاً واسعُ التأويل
يقرأهُ كلُّ ناظرٍ كما تترآى لهُ من خلال حواسّه وحالتهِ الشعورية فربما يجدُها تُرجُماناً لصورٍ قديمة حبيسة ذاكرته أو تترآى لهُ كأخيلةٍ لطالما شاهدها في زحام الرُّؤى !
وأراني هنا أجدُها فرصة لأقتبس وأوجِّه سؤالك للقاريء الكريم
أين تستكِينُ روحهُ ويجِدُ الألفة والإنتماء
في نصوص نازك أم لوحاتها ؟
العزيزة " نازك "
شُكرًا وودًّا لحضرتك