منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قبل أن تزول..
الموضوع: قبل أن تزول..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2023, 01:50 AM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قبل أن تزول..


إقامة الدولة في الإسلام وسيلة وليست غاية كما يظن الكثير ممن ينتسبون للإسلام. فهي وسيلة لإقامة الدين في الأرض بشكل جماعي منظم، يحافظ على الحقوق الشرعية للجماعة والفرد.. والإمام في ديار الإسلام له مهام عديدة مذكورة في كتب السياسة الشرعية وأعظمها هي حفظ الدين.. فولي أمر المسلمين يتولى بداهة أعظم أمر من أمورهم وهو دينهم. وهذا الدور هو أهم عامل من عوامل بقاء الدول وضده أهم عامل من عوامل هدم وزوال الدول..
وإن كانت الدول كالإنسان يبدأ صغيراً ضعيفاً ويكبر ويشتد عوده، ثم يبدأ في الانحدار، إلى السقوط الكلي.. فهذا التسلسل قدري كوني "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ " الروم (54) . لكننا نعني هنا بالزوال الذي يحدث للدول بسبب مخالفة الإرادة الشرعية، فكما أن البيوت تخرب بسبب مخالفة الإرادة الشرعية، فكذلك الدول بشكل أكبر، وسواء كانت المخالفة من الراعي أو من الرعية، فكما قال الأوائل: عمالكم أعمالكم.. وكما تكونوا يولى عليكم.. وقد عبر عن ذلك الإمام ابن القيم بكلام قيم حيث قال: " وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم : فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكلما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فعمّالهم ظهرت في صور أعمالهم . وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم . ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شابت لهم الولاة فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها"
وكما أن العدل أساس الملك.. فالظلم هو السوس الذي ينخر في عظام الدول والممالك.. وكما تعلمنا من ابن القيم أن ظلم الراعي مترتب على ظلم الرعية بعضها البعض.. فتكون الرعية هى الأساس في زوال دولها..
فإذا رأيت الراعي يرفل في الترف والدعة ويعلن بالفجور؛ فاعلم أن هذه هي صورة الرعية في الحقيقة قد انعكست على راعيها، " فلما شابوا شابت لهم الولاة" فهو منهم وبهم، ولا يلوموا إلا أنفسهم إذا ما غير الله ما بهم من نعمة، بعد أن غيروا ما كان بهم من طاعة..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حفظ الله بلادنا ودولنا وسلمها من كل مكروه وسوء.
***

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس