السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
طَوَيْتُ بِعَيْنَيكِ الهُمُومَ لأنها
لتطويع أشجاني أَحَقُّ وأَجْدَرُ
.
وأَبْحَرْتُ شِعرَاً فِي الدُّجَى ثُمّ إِنّنَي
وَجَدْتُ بِعَينَيكِ القَوَافِيَ تُبحِرُ
.
فَإِنْ ضَاقَتِ الدّنْيَا عَلَيَّ بأسرها
فَفِي عَيْنِكِ الآمَالُ وَالّلهُ أَكْبَرُ
.
أَطِيلِي حَدِيثَ العَينِ إِنّ حَدِيثَهَا
لَهُ فِي كِتابِ العِشْقِ مَعْنىً يُفَسّرُ
.
يُعَجّلُ نَبْضَ القَلْبِ حَتّى ظننتُهُ
بِجَوفِي كَلَيثٍ فِي الشّرَى صَارَ يَزْأَرُ
.
وَمَا الشّعْرُ إِلّا نَبْتَةٌ أَنْتِ أَرْضُهَا
لِذَا كُلُّ إِحسَاسٍ بِهَا يَتَجَذّرُ
.
إِذَا أُرسِلَتْ فِيكِ العُيُونُ تعلّقت
تَرَى فِيكِ حُسْنَاً حِينَ تَرْنُو وتنظرُ
.
أُحِبُّ التِفاتَ البدرِ حُبّاً لِمَنْظَرٍ
أَرَى اللَيلَ شَعْرَا حَولَهُ يَتَحَدّرُ
.
وَثَغْرٍ إِذَا مَارُمْتُ لَثْمَاً لِجَمْرِهِ
تَصَبّرْتُ مُشْتاقَاً ومِثلِي سَيَصْبِرُ
.
إِذَا مَرّ عِطرٌ قاصدٌ لمكانها
تَرَاهُ عَلَى مَهْلٍ بِهَا يَتَعَطّرُ
.
فَكَمْ لَيلَةٍ أَومَتْ إِلَيَّ بِكَفّها
وَكَفّي بَأَشْوَاقٍ لَهَا يتَضَوّرُ
.
إَذَا حَانَتِ اللُقْيَا شَعَرْتُ بِبَهْجَةٍ
وَإِنْ عزّتِ اللُقْيَا فَمَا زِلْتُ أَشْعُرُ
.
ولَوْلا شُعُورِي والوَفَاءُ سَجِيّتِي
لَكُنْتُ بِأَفوَاهِ العِدَا أَتَعَثّرُ
.
فَخُذْ مُقْلَتِي يَومَاً لِتُبْصِرَ رُؤيَتِي
سَتُبْصِرُ صِدْقَاً رَاسِخَاً حِينَ تُبْصِرُ