لمْ يكن العبورُ من الماضي إليَّ متناغماً وجميلاً
فقدْ مُلئتْ دُروبه بأشواك الطريق وأكفانْ الموتى وذكريات الألآم
وحكايات وأنغامُ حُزنٍ والكثيرُ مِنْ الوجوه والأجساد والأرواح
كانت كأطياف تمرني عابرةً مُبتسمةً حيناً وباكيةً حيناً في تعرجات الطريق
فأبتسمُ للْحانِي منها والباكي وأشيحُ بوجهي كي لاترانِي
رُبّما أوجعني حُزْنها وربّما أفرحني إبتسامتها
ولكنّها كانت صامتةً وتعبرنِي كأنّما هي في فلكٍ لايتوقف لأحدْ
لمْ تُخبرني عن إنزعاجها وفرحها
كأنّما أنّها لاترانِي
لاأعلمُ إنْ كنّا سنلتقِي أمْ هُو فراقٌ أبدي
للهِ تلكَ الأرواح التي رسمتني بفرشاةٍ مكسورة وألوانٍ جافة مُبهمة أضاء السوادُ أطرافها
فكانت لوحةً سريالية لاتُفهم خُطوطها ولا تُدركُ ألوانها