رسالة فضائية
يؤسفني ما أسمعه من أخباركم المتواترة التي لا تسر مخلوقات الله !!
أسمع إن عالمكم قد أصبح على كف عفريت،
وإن الحرب العالمية الثّالثة، والأخيرة باتت قاب قوسين،
أو أدنى، وإن القنابل النّووية هي الّتي ستحسم نهايتكم المأساوية،
أيضاً سمعت عن إنتشار المثلية الجنسية في كوكبكم التّرابي
الذي تصفوه بالكرة الأرضية !!
قيل إن الرّجل بدأ يتزوج برجل، وامرأة تتزوج بامرأة !!
وقيل إن الأسوياء منكم سيصبحون شواذاً في كرتكم الأرضية،
أي أنهم سيكونون هم القلة القليلة في بني البشر !!
ومع ذلك ألف مبروك يا صديقتي، لقد حجزت لكِ رحلة إلى الفردوس الأعلى في الرّابع عشر من فبراير القادم.
سيكون عروجكِ من غرفتكِ الجميلة، وأنتِ تمارسين اليوجا،
ستوصدين باب غرفتكِ، وتغلقين النّوافذ لتكوني في خلوة مع الذّات،
أو أنكِ ستذهبين إلى الشّاطئ، وتتخذين في الشّاطئ مكاناً قصيا، ثم تمارسين اليوجا !!
ستعرجين كما بخار البحر في رحلته نحو السّماء، وستقفين عند بهو الفردوس حافية القدمين، رافعةً لفستانكِ عن مصابيح ساقيكِ كما فعلت المليكة بلقيس في حضرة النبي سليمان، وستدخلين عطراً كما يدخل وجه النّور، وأنفاس الضّوء من النافذة إلى غرفتكِ الجميلة !!
سيحتفي النّور، والمطر، وتحتفي ملائكة الفردوس لقدومكِ، وسيطيب لكِ المقام بين مفرداتك المفقودة التي ستعانق أشيائك الجميلة لتغسلكِ من آثار تراب الآدمية، وتذوب، وتنصهر في كينونتك الملائكية ذات النّور، والبياض .
امرأة تطلُّ من شُرفتها
تحدّقُ في الأفق !!
تحلّق برفقة السّديم !!
لا شيء يعرقل تحليقها غير ذلك الرّجل ( الغراب )
العجوز ماسح الأحذية
الّذي يجلس القرفصا عند النّاصية،
وينعق للمارة ليضعوا على ركبتيه الأحذية !!
* غربان العرب : الأسمر، والأسود من العرب.