لا تسألني : لماذا الصباح تحديداً ؟!
سأسألكَ : و لماذا أنتَ ... على وجه الخصوص !
من قال أن الأسئلة ابتُكِرت من أجل أن نحصل على إجابة ؟! ...
نحن نطلقها أحياناً كسهام لا تصيب ... بل تعود مسدّدة نحو جباهنا المطأطِئة انتظاراً للاشيئِنا
... أ تعرف ؟! يا من لا وجود لكَ هنا ...
لقد بكيت قليلاً هذه المرة ... قليل جدا بحيث أني لم أكن بحاجة لأعيد تسريح ملامحي ... و تمشيط حزني الأشعث !
لكني لم أبتسم ... حتى لأمي !
ما أعظم ذنبي ... لقد تركتها تتساءل : ما بال منال !!
هي تعتقد أني امرأة لا يجب أن تنهار ...
و أن القسوة صنعت مني جدار ... لن يتصدع !
آه يا أمّ ... لو ترفعين سيف لومكِ قليلاً ... لانتحب الجدار و تحول إلى حفنة رمال و حصى و بضعة أفكار جريئة
لا تسألني المزيد ...
دعني و صمتي متحالفَين ... أنا أشكو إليه و هو يخيط فمي ...
لماذا الصبح ؟ ...
لأنكَ المساء ...