سَقَطَ اللوحُ الأخيرُ, مِن واجهةِ الحياةِ الخشبيّة..
العراءُ ممتدٌّ إلى أبعد من وجودي..
جسدُ الأرضِ ممدّدٌ بينَ عينيّ, كــ خيالٍ لا تَبينُ حقيقَتُهُ مِن زِيفِه!..
صَفاءُ ذاكِرتي يُغَرِّرُ نَفسي بالملائِكيّة العُظمى!..
أرى الأشياءَ المجهريّةَ في نَفسي..
أرى كيفَ تَعبُرُ الريحُ أرضي, وَ كيفَ تدخُلُ بَقاياها مساماتّ جلدي, فــ ألتَهِبُ بَرداً..
وأرَى, كيفَ يَتَغلْغَلُ الصوتُ في أذنيّ, فــ أطربُ حيناً..وأنتَفِض منزعجاً حينا آخر..
أرى أمّهاتِ الأفعالِ..في عقولِ المّارَةِ من خَلفِ أزّقةِ النسيان..
كيفَ يدّسونَ السمّ في حِلُوقِ الذِكرياتِ, وكيفَ يَتشاجرونَ مَعْ روائِح العطر السامية..
وكيفَ يقتاتُونَ على الكَذِبْ..
سقطَ الغِشاءُ الأخيرُ عن بَصيرَتيْ, و أستبدّ طُغيانُ الحقيقَةِ..
موجعٌ , حادُّ, لكنّهُ نقيّ كــ المطر!..
وحيداً -بينَ دنيويّةِ الأشياءِ- أسيرُ..
لا خوفٌ يبدّدني ولا انتهازيّةٌ تُنزلُ السُخط على ملامِحي..
عابرةٌ نحوَ نهايةِ الوُجودِ, وَبِدايةِ المَعرفة!..