لم يبرأ جرحنا الأول ..!
ارهقني الفقد يا الله ..!
مزق أكبادي ... بعثر أعيادي ...و أوجع أعماقي
لينتزع الفرح من قلبي بليلة لم يبرأ نزفها الأول ..!
وكأنه مارد يتخبط في احشاء قدري فقدَ اتجاه رحيله عني
بعد أن أفسد تراتيل الهدوء وايقظ شبح الرحيل ...!
بالامس القريب كنت اكتب صديقي أبا فيصل
وها أنا اليوم اكتب صديقي الآخر أبا فراس ..!
ولا أعلم من يسكتبني في الغد ..؟
إنه الموت أيها الأحبة
بجبروته و هيبته ووجه الذي لم نراه
يأتي بجيشه وعدته وعتاده
بدون مقدمات
أو سابق إنذار ..!
وما نحن الا حنطة تطحنها رحى الأقدار لتطعم أفواه المقابر بأجسادنا المتحللة في باطن الأرض ..!
نحزن ونتألم ليكبر الوجع ويشيخ في داخلنا
لتبدأ ملامحنا الشاحبة كعلامة انكسار بمعارك الموت ..!
ولكن ..
يبقى الصبر طوق نجاة تمسك به قلوبنا
لنجتاز انهيار احلامنا بميادين العمر وأن ترهلت أوقاتنا ..!
اللهم اجبر قلوبنا وارحم موتانا
وارحمنا حين يسلب الموت أرواحنا
ولا تجعل الموت الا رحمة وراحة لنا من أقدارك المؤلمة ..!
أبو هشام
1444/3/20 هـ