[خليل إبراهيم الخليل]

تُــبــارينــي الـنَّـجِــيـبَــةُ والـلَّـبـــاثُ
ويَـخْـفِـرُ ذِمَّـتــي الـجَـبِــس الـنَّـكــاثُ
وتـقــرعُــنــي الـمــكـائـدُ كـلّ حـيـنٍ
بـأقــــوامٍ إلـــى الـعُــســرى حِــثـــاثُ
فـأمـضـي نـحـوَ مُــتَّــكَــئِـي عَــزيـزاً
وَضـوءُ الـعَـــزمِ يَـعْـــروهُ انـبـعــاثُ
وأعْــلـــو فَـــوقَ هــامــات الـرزايــا
وأسْـمــو لـيــس يـمْـنُـعـنـي اكْـتِــراثُ
سَــأبْـقـى مـثــلَ جَــذْعِ الـحـقّ صَـلْـداً
تُـحــاصِـرُنـِـي الـنـــوازِلُ والـوِعـاثُ
وأبـقَــى مـثــلَ جُـنــحِ الـنّـسـرِ حُـرّاً
وتَـخْـشَـى صَـوْلــةَ الـنَّـسـر الـبُـغـاثُ

******

وإن سَــامُــوا نُــثــار الـشِّـعْــرِ مِنِّـي
فَـهـــذا الـقَـــولُ تُـحْـدِثُــهُ الـنِّـثـــاثُ
لـقـد صُـغْـتُ الـمَـواجِـدَ مـن حَـنينـي
يُـمـــازِجُ دَمـعَـهــا الـوَدِقَ الـدِّثَــاثُ
وحــلَّـقَـتِ الـمَـغـازِل فـي جِــنــانــي
تُـنـــاظِـرهــا وتـرقــبــهــا الإنــاثُ
فـتـعـلُـو فـي سـَـمـاءِ الـعِـشـق حَـرّى
فَـيُـطْـفِــؤهـــا ويـنـثِــرهـا الـغـيـاثُ
وقَـطّــفْـتُ الـمَـفــاخِــرَ مِـن جَـنـاهـا
يُـثَــمِّـــرُهَـــا الـتــأنُّــقُ والـمِــراثُ
أَحـوكُ الـوصْـفَ مِـن رِبْـقِ المعانـي
كـسـحْـرِ الـظـلّ تَـرفُـلـــه الـقُـثَــاثُ
سـأســمُــوا عــن مـقــالـتـهِــم لأنّــي
ذُرَا طّـــودٍ تُـجَــالِـــــدُه الِّــرعَـــاثُ
بَـعِـيـدُ الــذَّرْعِ إن رامُـــوا مِـراسِــي
طــويــلُ الـبـــاعِ مـن عـلـمٍ يُـحَــاثُ
فـلــم يَـلــنِ الـمَــقــال لـغـيْـرِ زَنـدي
أُقـلّـبُــــهُ ولـــــي فــيـــــهِ مَــعَـــاثُ

******

وأمـسَـتْ سـاحـةُ الأشـعــارِ نُـهْـبَـى
تَـقــاسَـمَـهـا الأبَـــاعِــرُ والـرِّثَــــاثُ
تَـحـيّـفَـهَــا الأمَـــاعِــزُ مِـن ثِـنـاهــا
وَيَـنْـكــأ جُــرْحَ عِـفَّـتِـهـا الـضِّـغَــاثُ
تُـطــالِـعُـنــا الـجَـرائِــــد كُــلّ يــوم
وأشــعــارٌ مــن الفُـصــحـى غِـثــاثُ
فَـلـيــسَ الـشـعــرُ أوزانــاً تُــقــفّــى
ولـيـــسَ الـشـعــرُ مَـألــكــةً تُــلاثُ
ولا شــكْـلاً مِـن الـمـضـمـون خــالٍ
تَــرى نُـــزُلاً ولـيــسَ لــــه أثــــاث
ولا مَـعــنًـــى تَـخَـطَّــفَـــهُ جُـحـــودٌ
تُــخـــالِــفُـــهُ الـمَــواثِـقُ والـتُّــراثُ
بــلِ الأشْــعــــارُ إيــمــــان وقـــولٌ
يُعَـانِـقُ قـلـبَ مـن صـدقوا وحــاثوا
فـيَـصْـبُـو الـسـمْـعُ لـلأبـيـات رَهْـواً
كـمــا تَـصـبُـو إلـى الـلـبن الغِـراثُ

******

أنــا الــوَشَــقُ الـمُـدِلّ عـلـى عُـداتي
أنـــا لـلـحـــاقِــدِ الـبـاغــي اجـتِـثــاثُ
أنــا سَـيْـــفٌ تُـسـلّـطُـــه الـقـــوافــي
عـلـى أعْـنـــاقِ مَــن حَـنـثُـوا ولاثُــوا
أنـــــا صِـــرٌّ وإصــــرارٌ وصِـــــلٌّ
لِــمـن عـبـثُــوا بِـآمـــالـي وعـــاثُــوا
أنــــــا رَوْحٌ وريـحــــــانٌ ... وراحٌ
لِـمَـنْ أرخَـوا عـلى وَجَـعـي وغـاثـوا
أنـــــا فَـيْــضٌ مِــن الَّــلألاءِ يَــغْـفُـو
عـلــى وَهْــــنٍ يُــداعِـبُــه انْـبِـثـــاثُ
فَـيـا مـن تـدَّعـي فـي الشِّـعـرِ قــولاٌ
تَــأدَّبْ ... ذلـــكَ الـقَــولُ اعْــتِـبــاثُ
وَلا تـطـلـبْ مَـنـاصِـبَ لـسـتَ منهـا
فـيُـتـعِـبَ قـلـبــكَ الـواهـي الـلُّـهــاثُ

******

نمّ عنها خليل إبراهيم