هذا الصوت ... أعرفه جيداً
و هذه النبرة ... تختزل الحياة برمّتها !
بكل عذاباته ... و اندفاعه ... و يقينه
بكل عنفوانه ... و صدق حديثه ... و غروره
بكلِّه من قبل الخليقة ... و حتى ما لن ينتهي فيه و فيَّ
و خطفني السؤال متخطّياً كل ما لم يحدث : أ كان هذا حُبّاً ؟!
و أجابَ الصوت : لا ... هو أعظم ... هو شيء مخيف ينمو ... يتكاثر
هو يستقيم باعوجاج ... و يعوجّ بارتداد ... و يرتدّ بانهزام ... و يُهزَم بانتصار ...
هو يتفق بلا اتفاق ... و يتوافق مع كل اختلاف ... و ينقسم إلى أشياء لا تقبل القسمة حتى على نفسها ...
هو شرط مشروط في كان و كن و لن نكون ... و نور منبثق من عتمة لا قرار لها إلا بالإقرار ... بأننا شيء ... و الشيء باللاشيء يُذكر ...
و يتذكّر ... و نتناسى ... أن نتأخر ... أن نلحق مواعيدنا الأولى ... السقيمة !
و أتذكّر ... أن البدء هو ... و كل النقاط تتجمهر لتغادر الحروف ... و تترك النص مبعثراً ... لا يفسره إلا هو ...
فمن هو ؟ و من أنا ؟!
و ماذا ... لو لم نكن ؟
... !!