كنت قبل ثوان ... أتصفح محفوظات كتابية قديمة ...
ما هالَني إلا ( الكمّ ) ...
و كأني امرأة لم يُخلَق لها فم !!
و كأني أبداً ... لا أتكلم ...
أو أني امرأة قابعة في جزيرة لا يحدّها إلا البحر من كل جهاتها ...
و كل أصدقائها ... نوارس و سمك و أشجار ...
و سريرها الرمال و غطاؤها البحر !!
عليّ أن أضع اسمي في تلك الموسوعة ...
لا لأخلَّد ... بل لأني أثق أن الكتب وحدها التي تخلد في الذاكرة ...
أما البشر ... فذاكرتهم اللحظة ... و الحاجة !
و سرعان ما يعفى على الأشياء مهما كانت ... يعفى عليها الزمن ...
حتى أنا ... بتّ أنسى أني ورقة من شجرة ...
أني يجب أن أصير غصناً ذات يوم ...
في شجرة عائلة فيها حفنة من المجانين ...
يعتقدون أنهم خُلِقوا من أجل الحب ...
و من فرط هذا الشعور ... يفشلون في ذلك ...
و ما أكثر مآسي العشاق في عائلتنا ...
لذا ... كلهم يكتبون ... يرسمون ... يضحكون ... و لا يتكلمون !!
يحبون الصمت حدّ التقديس ...
يكرهون الزحام ... يبغضون الظهور ...
يحاربون القمم ... حتى إن بلغوها ... زرعوا متفجرات الحب عليها ...
و نحظى جميعنا بليلة استثنائية نعيشها كل حفنة من الأعوام ...
و نحن نبكي على سقوط عاشق !