منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صلصال ..!
الموضوع: صلصال ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2021, 05:03 PM   #1
سلطان الوثر
( شاعر )

الصورة الرمزية سلطان الوثر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 253

سلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعةسلطان الوثر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي صلصال ..!


لكثرة مايعتريني من القلق على ثقافتنا _ البريئة من اعترائي وقلقي _ والتي دائما ماترنو إليّ من بعيد وكأنها تقول : دعني وشأني لست فارس أحلامي ولا مخلّص آلامي .!!

عموما لازلت أحترم مايقلقني في هذا الشأن
ولأني إنسان وُلد في هذه البقاع العربية في خطٍ من خطوط العرض الحارّة صيفاً والجافّة شتاءً والحادة طباعاً والتي لم تَعد معزولة كسابق عهدها فقد أصبح لون هذا الكوكب واحداً كعجينة صلصال في يد طفلٍ عربيٍ لايعرف من الألوان إلاّ الرمادي وهو منزويٍ في ركن فناء بيته في حموة الظهيرة وحيداً مستغلاً غفوة والديه في هذه الساعة يدحرج بين يديه عجينة الصلصال حتى لم يعد يعرف كيف يعيد ألوانها الزاهية إلى ماكانت عليه وكان كل همه كيف يصنع في هذا الصلصال شيئاً متعدد الألوان له رجلين فيقف ويدين منطلقتين عن يمين ويسار غير منسدلتين ولامتعاقبتين
وعينين يرى بهما شكله العجيب (الغير متناسق شكلاً ولوناً) ،
والذي سرعان مايُرمى وتختلط مكوناته بالتراب .. فيكبر هذا الطفل ويشتم رائحة قهوة في الجوار ويطلب قهوة بكوب ورقي وينزوي بها عن الأنظار كما انزوى بالصلصال وهو صغير ويحاول أن يجد شيئاً من الإنسجام بين الكوب الورقي وثوبه وشماغه ولون بشرته ويتسائل عن لغة الكلمات التي ستخرج من فمه بعد شُرب هذا الكوب ..!!
والسؤال العظيم والعميق في فلسفته والذي لازلت امهّد له ولا أعرف من أي طريقٍ أسلكه وإلى أين سيذهب بي حتى يبرد نصف هذا الكوب هو :
إلى متى ونحن نخاف على لوننا الثقافي الزاهي الجميل في هذا العالم ؟ وننظر إلى انسجامنا مع الألوان الثقافية الأخرى _ الدخيلة علينا_ نظرةً ناقدة حذرة متخوّفة رغم فضولنا البريء في التجربة ومحاولة الإنسجام !!؟
وهل سيندثر لوننا إلى الأبد بحيث لايُرى إلاّ في المتاحف ؟
أظن ذلك مع الأسف
والمترقّب إلى هذا التسارع في الذوبان يرى بحسرة ما أراه الآن ..
في الدوام لايشاركني شُرب القهوة العربية إلا واحد أو اثنان أما البقية فكل واحدٍ في يده كوب قهوة ورقي لايشاركه فيه أحد .. والشارع يزدحم بالمقاهي الغير عربية !!
القهوة مثال .. أنظُر إلى ماسواها من أشياء ومتعلقات ثقافية آخذة في الذوبان بتسارع رغم الحذر والخوف الذي يعترينا ونحن نذوب ويذهب لوننا ونتشكّل من جديد في يد طفلٍ عربيٍ في ركن فناء بيته على حين غفوةٍ من أبويه .

 

التوقيع

تويتر @sultans_w

سلطان الوثر غير متصل   رد مع اقتباس