[إبراهيم عبده آل معدّي]

قالت العرب : " تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها "
فكم نجد في هذا العصر ممن يسترزق بعرض أبنائه وأهله على مواقع التواصل الاجتماعي ، ويعرض بيته بغرفه ، وأكله ، وشربه !
وكم من مسترزق بالدين يوظفه حسب مايطلبه المشاهدون والمستمعون ، وكم من فاسد ينهب من المال العام بدعوى أن كل الناس يفعل ذلك "لاتعقدها" وكم ممن تخرج في صورة مزرية بإبراز جسمها حتى تتكسب من ورائه ! وكم من ذكر يصور نفسه وهو يستهزئ بصاحب عاهة ، أو يهز وسطه ويتمايل ، أو يخرج أبناءه وبناته إما ليضحك عليهم الناس ، أو يعرضهم بصورة غير جيدة ليتكسب من وراء ذلك ، بحجة أن الجميع يفعل ذلك ، وما أكثر من المصائب التي عُذرها : أن الجميع يفعل ذلك لتبريرها .
أمور كثيرة يأنف منها العربي الحُر ولو كانت مكاسبها المادية كبيرة ، مادامت تجعله يعرض نفسه على حراج الناس ، ويجعل علاقاته مع الآخرين مبنية على ذلك ، وتكون قيمته فيما يملك وليست في أخلاق حسنة مبنية على الدين الإسلامي ، ومبادئ سامية ، وقيم رفيعة ، حتى لو لم (تؤكل عيش) في هذا العصر ، فيكفي أن الحُرة تجوع ولاتأكل بثدييها .