أحبها وشنأته واجتوته ، أدناها وأقصته ، وصلها وهجرته ، ورغم كل هذا كان كل أصيلٍ يذهب إلى منزلها الذي أقفر منها فيناجي رسمه الدارس ويبثه ما يكابده من ومقٍ وحنينٍ إليها !
لم يُخلفْ عادته هذه ، وفي صباحٍ باكرٍ من أحد أيام الشتاء عاج عليه وأطال مناجاته ، وعندما آن موعد انصرافه ، قال : عندما أراكِ سأحملكِ بين ذراعي كما يحمل الأب الشفيق ابنته ، وسأقبلكِ كما يقبِّل الحبيب الواله حبيبته ، وسأعانقكِ عناق المتيَّم التقى من تيَّمته بعد طول نأيٍ حتى ينبض قلبكِ يمين صدري وينبض قلبي يمين صدركِ !
ثم مضى مُوْدِعًا قلبه في تلك المرابع العزيزة عليه !