منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فراشة في طريق الدموع ( روايه مسلسله في حلقات )
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2021, 12:39 PM   #8
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




رحلت امي بعد ان تركتنا نحن البنات والصغيرة. أسقط في يدي وتناوبتني الافكار والظنون والخوف المميت من الغد .
عهدت اليّ والدتي برعاية اخوتي ومن ضمنهم تلك الرضيعة التي لم تدري بعد ما نحن فيه من شقاء وحظ مكدود وكل ما تبحث عنه تلك الصغيرة ذات الوجه الملائكي ان تجد صدرا يضمها ويسقيها الحياة .
بكيت في تلك الليلة كما لم ابكي من قبل وبللت الوسادة وانا انظر الى تلك الرضيعة التي زادت عدد الضحايا بلا ذنب اقترفوه سوى انهم جاءوا من اب ضاع وضيعنا
ويستمر مسلسل الدموع في طريق الفراشة . والنظر بعيون تمتليء مآقيها بالدمع والخوف من المجهول , حولها اخوة واخوات لايدرون ما يحمله فجر الغد من احداث , تزيد الألـم المــا .
كان الأمر صعبا بل مستحيلا أن ابقى واخوتي في بيت واحد مع هكذا وضع . فلا خروج ولا دراسة ولا حتى نوم هانيء , فما العمل ؟
بعد يومين مع المعاناة والخوف والدمع , وفد الينا اخونا الأكبر زائرا دون علمه بما حصل . جاء من تلك المدينة الساحلية التي يعيش ويعمل بها , وبرغم حداثة سنّـه , فقد هاله مانحن فيه , وتخيلت دمعة حائرة في مآقي عينه على وضعنا القاتل .
واتخذ قراره الرجولي الفوري بالذهاب معه حيث يقيم , جمعنا ما يهم من حاجياتنا واستأجر لنا سيارة , وتحركنا لنصل بعد ساعات الى منزله الصغير المرتّب .
بعد استقرارنا واعتيادنا على الوضع الجديد الذي احببته , كان قد مضى لنا اسبوعا جواره , طلبت من اخي والوضع قد استقر وعرفنا طعم الراحة والعيش الطبيعي , طلبت منه ان يسجلنا في المدارس , ولم يتأخر اخي الحبيب , حيث جاء بأوراق قبولنا من المدارس المحيطة بنا ثم سافر الى الرياض وعاد بملفاتنا وتم تسجيلنا وانتظامنا في المدرسة , اما الصغيرة الحلوة , فقد وضعها بعد التشاور معهم , عند زوجة صديق له ترعاها حتى عودتنا من المدارس , وكأن الله اراد ان يرحمنا ويرحمها ان المرأة متزوجة منذ سنتين ولم تنجب , فوجدت في اختى (سلوى) ابنة لها ولم تمانع بل رحبت شديد الترحيب , ومن الذي يرى اختي ولا يحبها فقد كانت ملاكا في صورة بشر , كنت ارقبها تلك الليلة حين غادرتنا امي وتركتنا نضرب اخماس بأسداس .. وهي تحرك يديها وقدميها وتلتفت يمنة ويسره يفتر ثغرها عن ابتسامة لا يملك من ينظر اليها إلا ان ينفتح قلبه ويضمها بحنان .
توالت الأيام والشهور اعقبتها سنين قليلة ونحن نعيش مع اخي , في وئام وسلام , ومع الراحة النفسية , عادت اليّ صحتي واوردت وجناتي وزاد وزني , حتى ابتسامتي صبغت وجهي الجميل , وبقيت مطمعا للزواج لكل من رأتني من معلماتي بعضهن ترغبني زوجة لإبنها أو اخوها , وكنت اسمع بعض كلمات تدور بالتلميح بين المعلمات اني المقصودة بذاك الحوار .
تتواتر احيانا بعض المعلومات عن أمي حين يذهب اخي لزيارة اجدادي لتلك القرية النائمة في احضان الصحراء , لكنه لم يكن راضيا عنها , خاصة ما يسمعه من البعض هناك عن سلوكها وعصيانها وانها احيانا تسافر وتعود دون ان يعلموا اين تذهب ولمن ؟ وكانت تأتي بأعذار اغلبها لا ينطلي على ذوي الحصافة والعقل , لكنهم لم يستطيعوا منعها فقد اجتمع لديهم ما جعلهم لا يضغطون عليها او يغضبوها , بسبب ما قاسته وعانته في حياتها من احداث كانوا هم شهودا عليها , لذلك لم يكن امامهم بدّا من نصحها ومداراتها دون الوقوف الفعلي على ما تفعل كان خوفهم بحسب التقاليد انها أمرأة ولايجوز لها ان تسافر وتغيب وتعود على هذا النحو , اما ماذا تفعل ولمن تذهب , فقد حرصت ان لا يعلموا بـه , ودونه خرط القتــاد .

القادم الأخير

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس