منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فراشة في طريق الدموع ( روايه مسلسله في حلقات )
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2021, 02:40 PM   #4
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اخوتـي / قايد , سيرين ... تحياتي

الفصل الثاني :


السير على الأشوك وبدايات المأساة :
عند الفجر صحوت على بكاء امي يقف بالقرب منها رجل غريب كنت اظنه خالي قبل ان اصحو جيدا واعلم انه رجل أمن مدني وحين نظرت الى الغرفة الثانية إذ بها يخرج منها رجلا أمن وامرأة ترتدي قفازين!
كانت لحظات صعبة على اطفال في مثل عمرنا وامرأة وحيدة كأمي لاحول لها ولاتدري ما تفعله , اصابنا الذهول كأطفال واتجهت عيوننا لوالدتي لعلنا نجد لديها تفسير لما يحدث او شيئا من خبر يقتل تساؤلنا المر , لكن والدتي لم تكن بأفضل حالا منّا فكرها مشتت بالكاد متماسكه .لحظات قاسية لا زلت اتذكرها رغم طفولتي في تلك الأيام , اخذنا جميعا حماما وبدلنا ملابسنا ثم ركبنا سيارة كبيره كأنها سجن متحرك اخذتنا الى مكان كبير يعتلي اسواره اسلاك شائكو و يحرسه عدد من الجند ادخلونا ذاك المكان الذي يعج بنوعين من البشر البعض في الداخل لايمكنه الخروج والبعض يقف في الخارج والداخل , يقوم على حراسة من في الداخل ومنعهم من الخروج , كانت والدتي في حالة من البكاء يعلو صوتها حينا وتسكت حينا وسمعتها تصرخ فيهم ان يحضروا لها ابنها الذي سبقنا في سيارة اخرى .
لم يلتفت احد منهم لصراخها ورجاءها وقامت امرأة ترتدي زي عسكري باصطحابنا الى الداخل وعيوننا تدور في محاجرها تسأل الف سؤال ولا من مجيب , اين نحن؟ ماهذا المكان ؟ ولماذا نحن هنا ؟ واين ابي ؟ ادخلت المرأة الغريبة والدتي الى غرفة ثم رأينا والدتي وهي ترتدي لباسا ابيض ! حتى خادمتنا المسكينة جرى عليها ما يجري علينا والبسوها هي ايضا لباسا ابيض
بعد تفتيشنا البسونا ثيابا اخرى واخذونا جميعا انا وامي وجميع اخوتي الى غرفة كبيره يقطنها نساء اخريات اشكالهن غريبه وبدا لي لون الحزن والألم في عيون الجميع . تعاطفت معنا المرأة التي لم تكن سوى احدى السجانات وقالت لأمي أي شيء ترغبيه اطلبيني ولن اتأخر عن خدمتك في حدود ماأستطيع وادعو الله ان يزيل عنك وعن اولادك هذه الظلمة عما قريب .
بقينا في هذا المكان الغريب الموحش شهرين كاملين منقطعين تماما عن العالم الخارجي ومن ضمنهم اهلنا . وفي هذه القلعة دخلت المدرسة الداخلية مع احدى اخواتي وكنت ارى اطفالا في مثل سني ممن ظلموا مثلنا لظروف لا يد لهم فيها ولا ناقة ولا جمل . كانت المعلمة تعطف علينا وتوزع علينا الهدايا البسيطه وكنا نرى في هذه الأشياء المتواضعة سعادة لمن هنّ في مثل وضعنا البائس لم تكن تلك المعلمه هي الوحيده التي احببناها فقد كان هناك بعض من يقوم بخدمتنا وتهدئتنا وملاطفتنا فالخير موجود حتى في اسوأ الأماكن .
كان لكل سجينة قصة ولكل قصة سبب اجتمع الجميع في مكان واحد واختلفت اسباب الدخول , وقعت يوما وانا العب من فوق احد الطاولات ونقلوني الى المستشفى وعالجوني ثم اعادوني مرة اخرى الى معتقلي ! وبقيت آثار الجرح الى اليوم ذكرى اليمه إن مستحها ذاكرتي فلسوف يذكرني أثرها .
ذكرى مكان شاحب تقطنه وجوه وقصص جاءت بها الأقدار لتقضي مدد زمنية تختلف من انسان لآخر تحكمه اسباب دخوله وحجم خطأه . ولا زال في رأسي طنين يصرخ بكل قسوة الزمن ... لماذا نحن هنا ؟ ماالسبب ... وأمي لا تجيب . صندوق اسود يحيطه لحام الصمت .
نهاية الفصل الثاني .

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس