[حمد الدوسري]

القصيدة كاملة

راقبت بين رموشك الأنهارا
ورأيت خَيل العشق فيك فرارا

ولطالما ترك الفؤاد منابرا
وبقيت وحدك كعبة ومزارا

كم صارت الأيام بعدك دمعة
فرأيت أطياف الهنا أسفارا

وحفرت أنكث من رحيقك أذرعي
حتى بقيت بعد النوى أشجارا

يا ليل شالك للوعود عناية
دارت على قلب الحنين مدارا

ما كان حبك في سمائي نجمة
مخطوفة ما رمته مختارا

قبر جواك وقد بقيت بهمه
إن تقت يوما لا أجيد فرارا

* * * *
يا زين فيك من الغياد عيونها
كل الورى يخفى وأنت الراقي

في ظل رمشك كم تكحل عمرنا
وبقيت يوما واحة العشاقِ

وعلى خمارك أحجيات لثمة
وهسيس ثغر باح في الأعناقِ

طفنا عليك وفي الجوارح جمرة
حرقت بها يوما ذراع الباقي

وعلى جبينك سامرتنا أنجم
حتى أفاق الفجر بالإشراقِ

وتنفست همساتنا عطر اللقا
من راحتيك بغمرة المشتاقِ

*****
وسمعت شوقك ذات يوم يرتجي
ودنوت منك تجرني أشجاني

وتَلَخْبَطت شفتاك في نعت اللقا
حتى تصافى الماء بالخلجانِ

وسألتني كيف الحياة نعيدها ؟
فأجبت: صار الصبر سيف أماني

عشنا على قدر ضرير محرق
صلبوه من زمن على البركانِ

الأرض تأسرها الهموم فأقسمت
ألا يعود النهر للأفنانِ

تركوا الطريق إلى المنازل فانطوت
أزهاره وذوت مع الحرمانِ