[زاد الركب]

.
.

أقسمت أن لا أترجل عن جواد الضحك حتى أضحك من كل قلبي .. لا يهمني كم من عمري سيستغرق ذلك .. فمن حقي أن أضحك ولو لمرة واحدة قبل أن أموت .. نعم .. من حقي أن أضحك مثل كل الذين يضحكون من حولي ..
.. إلى متى كلما أردت أن أضحك .. يقال لي ( عذراً لقد تعذر الإتصال بالضحك يرجى إعادة المحاولة في وقت لاحق .. !! ) .. إلى متى عبثاً أستيقظ كل يوم لأضحك ولا أضحك .. لقد تعبت .. أريد أن أضحك .. وسأضحك .. نعم .. سأضحك الآن على كل شيء و أي شيء ..

سأضحك عندما أستيقظ من النوم وأتعثر بكل ما هو ملقى على الأرض قبل أن أرتدي عيناي الإفتراضية ..

سأضحك عندما تسأل النساء أمي ( ابنتك بأي صف ..!! ) فتبتسم أمي وأغادر قبل أن يدركن أنني كلما ازداد عمري ازددت طفولة ..

سأضحك عندما تعتريني حمى القراءة وأهيم في كتاب الروح لإبن القيم حد الرغبة في الموت وأنا لا أدري أإلى جنة نعيم أم إلى نزل جحيم .. !!

و سأضحك كلما شعرت بالبرد ولم أجد ما أتدثر به ككل الذين لا غطاء لهم إلا السماء .. فقط لأن الشعور بالوحدة قارس..

و سأضحك عندما أستيقظ بفزع على بعض سقف غرفتي يتهاوى و أعود بلا مبالاة أدراج النوم لأكمل ما بقي من حلم نسيته ..

وسأضحك عندما أنتظر في غرفتي طويلاً من يأتيني بقطرة ماء.. فقط لأن أمي ليست في المنزل ..

سأضحك كلما سألني أحدهم إن كنت خرساء لمجرد أنني لا أريد أن أسمع صوتي ..

وسأضحك كلما مررت من هنا لأعاتبك وشيء من الصمت يتعبني ..

سأضحك كلما أتيت إلى هنا بعد طول غياب أبحث أين تركتني آخر مرة لأطمئن علي و أغيب من جديد ..

و سأضحك عندما يغمرني الشعور بأنني مميزة في كل شيء حتى في مرضي ..

و سأضحك عندما يكذبون علي ويقولون لي .. ستكونين بخير ...

وسأضحك عندما أكون ..

سأضحك وحسب ..


يقول الضاحك بن المبتسم ( ( اضحك فرب ضحكة أخافت صاحبها حتى فاضت عيناه فاستغفر الله فغفر له .. )


و يقول الضاحك بن متفائل السعيد في كتابه " الضاحكون يرحمهم الله " :

( و كان الضاحك بن المبتسم يضحك حتى نقول لا يبكي .. فلما فقد أسنانه ما رأيناه يضحك قط .. فلما سئل عن ذلك قال :
( كنت أخشى على أسناني أن تختنق فيحاسبني الله على ذلك .. فكنت أضحك حتى تتنفس أسناني فلما فقدتها لم تعد لي حاجة بالضحك ..!! )


انتهى ..

.
.

زاد ( ... )