منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يُنبوع النور
الموضوع: يُنبوع النور
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2021, 11:29 PM   #1
سميرة الشريف
( كاتبة ورسّامة )

الصورة الرمزية سميرة الشريف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25

سميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهرسميرة الشريف لديه مستقبل باهر

افتراضي يُنبوع النور


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و تُصغي الشمسُ بأنوارها لنداء الفكر العالق بكل تأملاته في أفقِ الغيم ، تنداحُ الروح الإنسانية مُسافرة في العلو السماوي ،تحملُ أسئلة من طيورِ البوحِ الذي استجمعَ في لبها سنينًا عدة ، وطال مكوثها أمدا وإذ بجذورها تبدأ في التهاوي ؛ لِتُكَونَ جسدًا يتجه بقلبه صوب مدن النور تحمله تلك الغيمات الباردة ، فلعل للسكون الخالد بين عروقها استفاقة نبض ، تحرك دواعي الحياة في حناياه.
هذا الإيمان يتخلل الوجد الضئيل ، بأن ثمة إجابة لكل سؤال حائر مُلّح حولته تقلب المشاعر ، وعواصف الحس إلى سربِ طيرٍ شفيف ظل محبوسًا في قفص الصمت .
حان أن يجيبكِ القرص الذهبي بأنواره عن تلك الحيرة الهاربة في وجدانٍ أنيق هندامه الهدوء ، و جل وقته التأمل طويلًا.
يا أيتها الحلم ..
إن نور الحياة حينما يُشرق يُنبه الجفون من نعاس طويل ،وليس ذلك فحسب ، بل يُوقظ في بالي الروح خفقًا وكأنه يقول حان للروح أن تستعيد أحلامها .
إن الفكر الغارق في خطوبِ الدنيا من شدة ما حلَّ به ضرب جذورًا عميقة من الألم في طينة الحياة ، وحينما حان وقت الإشراق والنهوض استعصى عليه الأمر كثيرًا ،فليس من السهل نزع النياط من قلبٍ نابض حتى وإن أرهقته الدروب عبورًا ..
يا رهف الأمنية ، المموسقة بالحلم ..
لأعود بكِ إلى طيور البوح العالقة في سقف تأملكِ ، أما تعلمين ؟ أم هل تودين أن أخبركِ سبب الإلحاح؟
إنها تتلمس شحوبًا بائسًا يلبسكِ ثوبًا ، عيناكِ في أفق الغيم ثم همهمات حيرى ... هي همهمة ليست بالمزعجة ولكنها مُدوية بالنسبة لها ...
سأخبركِ : لا يمكن للحس الإنساني أن يغادر جسده ، وإن فقد لذة الشعور يومًا ، سيأتي لكِ الهطل الذي يمد جذوره من ينبوع الشمس ، فيتغذى من نبض الحياة ؛ ليسري إلى نبضه ، فينسجمان أملاً ،و من الأمل أن من سنن الله تأتي الشمس بكل أنوارها وتبث حديثًا مع الحياة والأحياء .ولمن يستوعب عظم أمرها سيكون أول منتظر للحظة إشراق.
كل المعاني تضيق ، وتصبح بالية ، إن لم تستيقظ في سطورها معاني الحياة ، وإن لم تستفيق من غفوة السكون .
أتعلمين لماذا ؟
لإن تلك المعاني الناضحة لا تكون بهذا الجلال والجمال إلا إذا ارتدت ثوب بهجة و مسرة .
سيعود التحليق حولكِ ، ولكن بصوت غريد عذب ، عازفٍ عن الشجن ، وستنبتُ غصونكِ ورقًا وياسمينًا حتى لتسمعين حفيف الغصن المياد فتطرب النفس وتهنأ .

 

سميرة الشريف غير متصل   رد مع اقتباس