ترتبط جماليات التشبيه إرتباطا وثيقا بالوعي والإدارك الذي يمتلكه الكاتب الذي
يؤمن بمفهوم وجود الجمال الظاهري والباطني للتشبيه إيمانه هذا يبني جسرا
بينه وبين القارئ الذي يمر مطمئنا لمتانة هذا الجسر ،
تشبيه الاصابع ب الناي ولكن الناي ينوح وحزين ورغم الالامه وحزنه
فإنه لا يبوح بذلكَ ،ربما تكمن اسباب وراء عدم البوح / ولكن بما ان التشبيه
هو ناي حزين فيدرك المتلقي حجم الحزن ،
اقتباس:
و أَصَابِعِي نَاي ينوح . .
لَا يَبُوحُ . .
|
وهنا تشبيه اخر يمتزج مع اعتراف دمائي تثور عند الحنين
ففي اوقات الحنين والشوق يشعر الإنسان بغليان داخلي ،
فيتم التشبيه ان الدماء كأمواج بحر حزين ،
اما الذات فتشبها بأنين الياسمين ،الصور الصادقة في التشبيه هي بلاغة
في اوج ازدهارها ،
اقتباس:
دمائي تَثُور عِنْد الْحَنين . .
كأمواج بَحْرٌ حَزِينٌ . .
و أَنَا . .
أَنِينُ الْيَاسَمِين . .
|
جميلة البوح والحضور الفاضلة الجليلة يطيبُ لي المكوث أكثر ،
لأنهل من هذا الوعي الثقافي الذي تمتلكينه في صياغة البوح
وإخراجه بوضع مؤثر ويصل إلى روح القارئ ،