منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية قنابل الثقوب السوداء أو أبواق إسرافيل.كتارا
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2020, 12:52 AM   #31
إبراهيم امين مؤمن
( كاتب )

الصورة الرمزية إبراهيم امين مؤمن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1528

إبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم امين مؤمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ثمّ سأل نفسه كيف لمْ أرها إلّا اليوم !جاك لابدَّ أن تنتبه أكثر مِن ذلك .
وكان البستانيَّ أيضًا يحدّث نفسه ويقول إنَّ هذا الفتى جاهل وسئ الخلق .
وعلى الفور قال له.. أأنت أعلم من الجامعة كلّها يا أحمق ؟ اذهبْ عليك اللعنة .
لم يتمالك جاك نفسه وهمّ بضربه ولكن سرعان ما تذكّر أنّه وجّه نصيحته إلى الوجهة الخطأ ، فكظم قبضة يده وأرخاها تحت غيم الكظيم .
وقرّر أن يكلّم رئيس الجامعة بشأن الشجرة غدًا ، ثمّ اتّجه قافلاً إلى المسكن .
دخل جاك على فهمان الذي أنهى اختراعه منذ لحظات فقط .
استلقى جاك على سريره وتوجّه بنظره تلقاء فهمان يتأمّل في قسمات وجهه الأليفة ، كما يتأمل في الأكياس التي على الطاولة .
والعجيب أنّ فهمان نفسه لم يشعر بلحظة دخول جاك أصلاً ، فهو لم يدرك إلّا ما كتّل له كلّ محسوساته وهو صنْع خليّة صمام تلك التي أنهاها منذ لحظات وهمَّ بها ليجربّها .
فجأة وقع أحدُ الأكياس المغلقة على الأرض وتمزّق وخرج ما فيه من محتوى وتدحرج متواريًا تحت السرير .
أحسَّ جاك بالاختناق فهبّ منتفضًا على الرغم أنّ أبواب وشرفات الحجرة مغلقة تمامًا ، أي لم يأتها أىّ دخان خانق من خارجها ، فصرخ في فهمان وقال له ألم تجد المحتوى بعد ؟
ثمّ جرى إلى باب الحجرة ونافذتها ففتحهما ، فقلّ الاختناق ولكنّه ما زال مستمرًا .
ثمّ أعاد القول مرّة أخرى..أوجده وأغلقه .
فلمّا أمسكه فهمان ووضعه في كيس آخر تجدّد الهواء كما كان مرّة أخرى ، ثمّ قام جاك وأغلق الباب والنافذة .
تعجّب فهمان وكان في قمّة الدهشة لِما وصل إليه جاك مِن ردّ فعله ، ثمّ سأله ما الذي أعلمك أن سبب الاختناق هو المحتوى الذي كان بداخل الكيس .
ردّ جاك..لم يحدث الاختناق إلّا بعد أن وقع الكيس وتمزّق ، هذا الكيس يا صديقي به معدن يمتصُّ الأكسجين من الجوّ ، فلمّا ثُقب أدّى المعدن عمله على أكمل وجه.
فقال فهمان ..أتعرف ما في هذا الكيس؟
رد ّ..مِن أين أتيت بهذا المعدن يا صديقي ؟ إنّه نادر جدًا.
تعجب فهمان من قوله "إنّه نادر جداً " ثمّ سأله أتعرفه ، مَن أعلمك بحيازتي له ؟
ردّ جاك ..سرعة الاختناق تدلّ على أنّه معدن الكوبالت مضافًا إليه بعض المركبات ، إنّها بللورات ملحيّة مازة قادرة على تفريغ أكسجين الحجرة في ثوانٍ معدودة ، إنّه ثقب أسود للأكسجين فقط .
*وأثناء الحوار ازداد الجوّ سوءًا بالخارج ، فقد ظهرتْ سحب كثيفة جدًا في السماء تُنذر الأرض بقصف رعدٍ وحشيّ .
قال فهمان ..هل ترى هذه الخليّة الصماميّة التي بيدي ؟
ردّ ..ما عملها ؟
قال ..الخليّة الصماميّة عبارة عن قناة تحتوي على مركب يقوم بسحب مركب الأكسدة الأوّل المتراكم على البللورات ثمّ يتطاير في الهواء .
قال جاك ..كمْ معك مِن هذه الأكياس الآن ؟
ردّ .. مئة وسبعة عشر كيس وها هي صماماتهم سوف أركبها .
قال جاك ..مبارك لك صديقي..اختراعك سوف يوفّر بعض حاجة روّاد الفضاء من الأكسجين ، حيث من الممكن تركب على البذلة الفضائيّة لتمتص الأكسجين إلى داخلها .
ورعدتْ السماء بشدّة وتزايد رعدها وتوالى القصْفُ واحدًا تلو الآخر ، وغدت الرياح تقتلع بعض الأشجار ذات الجذور الصغيرة .
سمع جاك رعد السماء فتذكّر الشجرة ، فقطع حديثه مع فهمان وعزم على الذهاب إليها وقطْعها على الفور .
وتبادر إلى سمعه ومخيّلته حفيفها الشديد فتفجّع أكثر وأكثر، ثمّ قال إنّها الآن شجرة شيطانيّة .
ووقعتْ الواقعة ، فقبل خروجه سمع أبواق إنذارات الحريق تُطلَق في كلِّ مكان من الجامعة .
خرج جاك وفهمان على الفور إلى الردهة المؤديّة لكلّ حجرات المسكن ، وكان فيها لوحة تحكّم أنظمة الاحتراق والمتصلة بطريقة مباشرة مع باقي لوحات التحكم الموجودة في الجامعة كلّها ، إنّها مِن النوع المعنون ، وفيها وجد رقم لوحة تحكّم ، هذه اللوحة الأخرى تعطي أجهزة استشعارتها إنذارت الحريق ومدوّن عليها إسم المكان ومحتوياته ..قرأها جاك وعلم مكان الاحتراق ، وقد صدق ظنه فقد نشب الحريق في المختبر الذي تطلّ عليه الشجرة ، فعلم أنَّ المحذور قد وقع ، وأنَّ العاصفة الرعديّة قد اخترقت الشجرة فشبَّ فيها الاحتراق نتيجة الأكسدة ، وأحرقتْ معها المختبر وسرتْ النار تعدو في المبنى كلِّه .
على الفور طلب من فهمان إحضار الأكياس وخلايا الصمامات التي صنعها ، أسرع فهمان داخل الحجرة وأخرج البللورات الملحيّة المازة من الأكياس ووضعها على الفور في خلايا الصمامات ثمّ وضعهم جميعًا في شوال وحملها ، فلمّا خرج من الحجرة متّجهًا إلى الباب الرئيس وجد جاك منتظره في سيارة يلوّح بيده ليستحثّه على الإسراع ، تلك السيارة اقتحمها منذ دقائق معدودة ، ونتيجة ذلك أعطت أجهزة استشعاراتها إنذرات صاخبة ، وتمّ نقل الفعل على هاتف صاحبها وبيته .
ركبَ فهمان السيّارة مع جاك وما زالتْ تزأر ، طار بها جاك متّجهًا إلى مكان الحريق .
وفي طريقهما شاهدا الطلبة والأساتذة يهرعون مبتعدين عن مصدر الحريق ، يصرخون متفجعين ، بينما ألسنة اللهب ترسل دخانها إلى أسفل السحاب .
ومن داخل مكتب رئيس الجامعة نجده سمع السرايين التي أُرسلت مِن لوحة تحكّم مكتبه ، فألقى الملف من يده وخرج هلعًا لينظر الحدث ، فشاهد ألسنة النيران ترتفع وتكاد تلتهم الجامعة ، وسمع سرايين سيارات الإطفاء التي تسد الآذان .
*على الفور تحركتْ طائرة الإطفاء الأمريكيّة العملاقة متجهة إلى المختبر المراد ، بينما بدأت سيارات الإطفاء تدخل بيركلي من الباب الرئيس مطلقة أبواق إنذاراتها.
*وجاك وفهمان على بعد مئات الأمتار مِن مكان الاحتراق ، النار التهمتْ المختبر فانفجّر وامتدتْ ألسنته إلى المختبرات المجاورة ، وبدأت النيران ترتفع عاليًا فحالات الأكسدة في أشدّها .
ارتفع جاك بالسيّارة إلى أعلى وأحاط بالمكان إحاطة السوار بالمعصم ، وظلَّ يدورحولها بأسرع مِن دوران الصقر ، و يُحصي نيرانها كأنّه يحبسها خلف جدران عازلة ، وفهمان يرمي بالخلايا الصماميّة على مواضع الأكسدة ، يدور جاك بسرعة البرق ويرمي فهمان بحكمة وحنكة منقطعة النظير .
يلقي تلك الخلايا الصماميّة التي تأكل الأكسجين من الجوِّ بوساطة البللورات المازة ، تسحب الأكسجين ولا تشبع أبدًا ، ولا تسمح الصمامات بخروجها .

 

إبراهيم امين مؤمن متصل الآن   رد مع اقتباس