منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الرباط الإلهي عندما تمزقه التدخلات النزقة.
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2020, 10:01 AM   #1
إبراهيم عبده آل معدّي
( كاتب )

افتراضي الرباط الإلهي عندما تمزقه التدخلات النزقة.


‫الزواج هو رباط إلهي بين اثنين ارتضى ذلك رب العباد بعقد ديني وليس تجاري . فاختار كل منهما الآخر بمحض إرادته وعقله ، وفي الزواج ذكريات ومحبة وود وعشرة ، وقد تحدث بعض المنغصات كطبيعة العلاقات الإنسانية ومصيرها للزوال حسب متانة العلاقة وماتكن القلوب ، ولكن التدخلات النزقة بين الزوجين‬ من خارج العلاقة سواء من المعارف أو الأقارب في أي مشكلة تحدث وقبول ذلك من أحد الزوجين هي مقامرة ومخاطرة تعرّض الرابط الإلهي لهزة عنيفة وربما لانفصال سببه العناد ، واعتقاد أن الآخرين هم الملاذ لمشكلة بسيطة يسميها البعض "ملح الزواج " وعندما يزول سبب الزعل والمشكلة البسيطة‬ ‫سيظل في النفوس صور من أجج تلك المشكلة ، ومن أخرج من فمه القاذورات عندنا تدخل بينما الزوجين ، ومن فضح سروره بتمني زوال العلاقة وانتهائها ، وستظل كسرًا لن تجبره الأيام ، وستكون بعض الكلمات غير العاقلة من المتداخلين وصمة عار كشفت ماتخفيه القلوب التي كانت في الظاهر تبتسم لأحد الزوجين‬ ‫وتمدح بينما كان كل تصرف سيء قبلًا يُِفسر بإحسان النية ، ولكن سيعاد تفسير كل شيء بعد المواقف التي أظهرت ماتعتمره القلوب .‬
‫كذلك ربما يكون هناك من يحاول رأب الصدع بين الروحين اللذين جمعهما الله بكلام كثير منه يغلب عليه العقل ساهم في الحفاظ على العلاقة ، وهذا إنسان ستعلو مكانته حسب مقالته‬ ‫من الخطأ والخطل الفادح الذي يحصل مع الزوجين في المشاكل البسيطة والعادية هو اعتقاد أحدهما أن لديه من يركن إليه غير زوجه ، وكأن الزواج رابط شكلي يبتغي الزوج منه العلاقة الحميمة ، وتبتغي الزوجة منه المال وحياة اطلب تجد ، وهذا والله من أرخص العقول وأدناها في الرباط الإلهي‬ ‫وإلا فأين التضحيات ؟! وأين الاصطبار ؟!وأين الذكريات والاشتياق ؟! وأين المعروف ؟! وأين الحب والود ؟!‬
‫فكيف بعد كل ذلك يسمح أحدهما بالتدخل الخارجي في العلاقة لأجل مشاكل أقل من اعتيادية بسيطة تُحل بوردة أو كلمة جميلة أو ابتسامة ؟!‬
‫وهذا لايعني أنه لايوجد أزواج حياتهما قطعة من جهنم ‬ ‫بين عدم أهلية الزوج أو الزوجة للرباط الإلهي
و زوج لايجلس في بيته لرعاية أبنائه وزوجته والاهتمام بهم بل التنكيل بهم ، ومابين زوجة مهملة تريد الخروج ونهم الشراء وعدم الاهتمام بأبنائها
والتشاتم بأقذر العبارات . هذه الحياة ومثلها ليس لها أن تستمر مادامت طرق الإصلاح لم تجدِ .
يجب أن تكون العلاقة انتماء كامل من الزوجين لبعضهما ، وإخلاص لروحين لتذوب في روح واحدة ، وأنهما ولاغير لبعضهما البعض إذا كان بينهما حب حقيقي غير زائف
فإذا لم يك كذلك واعتقد أحد الزوجين بعد العلاقة المقدسة أنه لاينتمي لشريكه ، وأن هناك من هو ( عزوة) له وناصر على حبيبه ؛ فلا داعي من استمرار علاقة لايثق أحدهما في شريكه
وأن العلاقة مهددة من الداخل والخارج بالتدخلات في أي لحظة وبصورة سيئة ومشينة ، يسمح أحد الطرفين بها .

 

التوقيع

اللهم ارحم أمي وأبي واغفر لهما وثبتهما عند السؤال ، واكرم نزلهما ووسع مدخلهما ، ونقهما من الخطايا ، واجعل قبرهما روضة من رياض الجنة ، واجعل الفردوس الأعلى جائزتهما .. اللهم آمين

إبراهيم عبده آل معدّي غير متصل   رد مع اقتباس