منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كفى وعوداً
الموضوع: كفى وعوداً
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2020, 02:19 PM   #1
طاهر عبد المجيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية طاهر عبد المجيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2032

طاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعةطاهر عبد المجيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي كفى وعوداً


كفى وعوداً
د. طاهر عبد المجيد


على مضضٍ سأكمل ما تبقَّى
من العمر الذي يمضي رتيبا

وأُشعل كلَّ أحلامي شموعاً
تذيب اللَّيل أنواراً وطيبا

عسى أحدٌ يرى في النُّور ظهري
فيخبرني بكم سهمٍ أُصيبا

وكم سهمٍ توغَّل صوب قلبي
فأصبح منه جزءاً أو قريبا

وكم سهمٍ دنا فرأى سهاماً
قد ازدحمت فآثر أن يخيبا

وهل مازال في جسدي مكانٌ
لسهمٍ آخرٍ يخفي الندوبا؟

سهامٌ بعد لم تُفطم فجاءت
لتشرب من شراييني حليبا

سأشعلها ولن أبكي عليها
وإن هي صَدَّعتْ رأسي نحيبا

ولن أصغي إلى قلبي شفيعاً
لها مهما ألحَّ لأستجيبا

لقد أخطأت حين ظلمت عقلي
ولم أجعل له فيها نصيبا

وسرت وراء قلبي مستضيئاً
بماضٍ كان في الماضي خصيبا

وحين ندمت كانت شمس عمري
تودِّعني وتوشك أن تغيبا

وها هي رغبتي في العيش ماتت
وهل ما مات يمكن أن يؤوبا؟

فيا هذا الزمان كفى وعوداً
تخدِّرني بها وكفى هروبا

فمثلك أنت لم يُخلق بقلبٍ
يصير به محبَّاً أو حبيبا

وما حملت رياحك ذات يومٍ
سحاباً ممطراً يحيي القلوبا

وإن هبَّتْ على أرضٍ بخيرٍ
توجِّهها شمالاً لا جنوبا

تمنِّيني بما هو مستحيلٌ
تشاغلني به حتى أشيبا

وتسقيني على مهل بكأسٍ
مذهبةٍ قد امتلأت ثقوبا

وتسأل عن جراحي ثم تمضي
وبعد شفائها تأتي طبيبا

تداويني بآخر ما يداوى
به داءٌ وتُصْليني لهيبا

وتضحك حين أطفئها بدمعي
كما لو كنتَ ساديِّاً رهيبا

وما كانت وعودك غير ثلجٍ
يقاوم شمس صيفٍ أن يذوبا

ووهمٍ كالغشاء على عيوني
أراني درب أحلامي دروبا

وأسكرني إلى أن صار عقلي
يريني كلَّ ما حولي مريبا

أما يكفيك أنَّي لم أحاول
كغيري أن أحمِّلك العيوبا

وكنت أقول في نفسي لعلِّي
أنا من كان يجتلب الخطوبا

وكم خطَّأت نفسي رغم علمي
بأنَّك لم تكن يوماً مصيبا

عساك تجيء يوماً بانكسارٍ
تقول تعال نقتسم الذنوبا

سألتك يا زمان فلم تجبني
ولم أفهم تردُّدك العجيبا

فإن أحببت إنصافي ففكِّر
بأسئلتي وحاول أن تجيبا

فقد أرتاح إذ يرتاح عقلي
ولا أبقى كأسئلتي غريبا

وأفرغ للسِّماء بما تبقَّى
من العمر الذي يمضي رتيبا

 

طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس