… && خنت وصايا أبي &&… ..
معذرةً يا أبتي..
الوسادةُ التي حشوتَها لي بالوصايا
لأنامَ مطمئناً بينَ أحلامي
تشخرُ كوابيساً
تفقأ عينَ الفجر
لأعاقرَ خمرةَ السهر
البذورُ التي زرعْتَها في رأسي
ليخضرَّ الصّباحْ
تغبّرَ لونُها بطلعِ النفاقْ
وخفافيشُ النّهارِ تلوكُ ثمارَها
ﻻ تستحي من وشايةِ الشّمس
كلُّ البراءةِ التي شربْتُها
من راحتيك تكدّرت
غدا مزاجُها عدوانيّاً
تصفعُ بكفِّ الجحودِ المعلقاتِ الشعرية ووصايا الأنبياءِ فقدت عذريةَ نورِها
أضحت عاجزةً عن ردمِ الحفر
★★★★★
معذرةً يا أبتي….
الفضيلةُ حملٌ ثقيلٌ
وأذني طفلةٌ ﻻ تفقَه شيفرتَها
خنتُ وصاياكَ
امتطيْتُ صهوةَ الأمواجِ
مسافراً مع الريحِ
شربْتُ البحرَ
تاركاً على شطآنِه نحيبَ النوارسِ
ودموعَ الأسماك
أغرقْتُ كلَّ مراكبِ النجاة
خرّبْتُ أعشاشَ الدوري
بصقيعِ الحماقات
وكتبْتُ أسماءَها على أجنحةِ النّدمِ وجرحِ الأقاح
حرقْتُ ظلَّ الصّفصافِ
فماتت نغمةُ الشّلالِ
وأُغلِقَ فمُ النّهر
كي ﻻ يبوحَ بالخطايا
سرقْتُ تنانيرَ النساءِ
جعلْتُها نياشيناً تزيّنُ قصائدي
رسمتَهنَّ عارياتٍ من العطرِ
وفاكهةِ الشتاء
اختلسْتُ غناءَ القبّراتِ وهديلَ النّهار
كم آثمةٌ أغنياتُ الليلْ
والحكايا الغارقةُ بالوحل
★★★★★
يا أبتي…
لستُ عاقّاً لأنسى غناءَك
قلّمَ الإعصارُ مقادمَ أجنحَتي
وشدو البلابلِ بين الغربانِ نعيقٌ يا أبتي
أريدُ عكّازَك
ليتكئُ عليه غدي
وأهشّ به ظلاماً في محرابِهِ صُلبَ الفجر
و تتحرّرَ الفراشاتُ من أغلالِ النّارْ
وتُراقصَ الربا بضحكاتِ المطر
تواقةٌ روحي لسماعِ حفيفِ الفرح
يداعبُ المروجَ الخضراء
والحقولُ تغازلُ ثرثراتِ المناجل
لتزهرَ الشّمسُ على بيادرِ حنينٍ مقفرة
جثمَ على صدورِها ضبابٌ ثقيل
وليلٌ غشوم
… .
بقلم : زكــريا عــليو
ســوريا ــــ اللاذقيــة
٢٠١٩/٩/٢٨