منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كلُّ الكلماتِ أنت !
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2007, 04:48 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي كلُّ الكلماتِ أنت !


أيّها الغالي ..

يهدهدني صوتكَ الحبيب كل صباحٍ كعصفورةِ ربيعٍ على غصنِ حنين !

حروفُ اسمي تنبعث من بين شفتيكَ أسطورةً خياليةً لحبٍ نقيٍ كدمع !

لمساتُ يديكَ الحانية تتوّجني أميرةً للجمال و مليكةً للحبّ !

تأسرني تلك البحّة الخيالية في صوتٍ كرجولاتٍ هاربةٍ من زمن الأبطال..

وتلك السنابل البيضاء التي تزين شيبَ سنواتٍ طويلة كنتَ فيها الأجمل !!

وتحملني تلك النظرات العميقة إلى مجاهل الأرض ..

لأعود بعدها مدركةً لأعمق أسرار الدنيا ..

.
.

يا كل البشر !

يا نبضاً عانقني مذ رحلت ..

يا أملاً فقدته يوم ذهبت ..

لا تزالُ تذكرني دهشةٌ امتلكتني وأنا أمام غرفةٍ زجاجيةٍ لفجيعة !

وأنا أعدُّ نبضَ قلبٍ بقلبي المتوقف عند نظراتكَ الغائبة !

وأنا أستجدي مطرا يشبهك ..

ليعانق شفاها أرهقتها توصيات صحية ... بموتٍ مريح !!

وأنا أستجدي أجهزةً صماء .. حقيقةً لا تشبه الفقد

وأنا أبحث في غرفةٍ بيضاء .. عن أملٍ بغدٍ اخضر !!

وعيناي تركضان كطفلٍ جريح نحو شاشةٍ لا تعرف الرحمة

تُظهرُ خطاً أخضر يتأرجح نحو الأعلى و الأسفل بين الألم والفرح ..

ومن ثم يتواصل كأفعى سامة امتصت آخر قطرات دم الحياة ..

كعصا أولها في شمسٍ حارقةٍ وآخرها في قطبٍ متجمد .. وأنا في المنتصف !

كمستقيمٍ موازٍ للحقيقة .. نهايته توأم نهايتي !

كــ أنا .. بدونك !!

كـ غياب حائر لحواس فقدت حواسها !!

وعينان فقدتا البصر .. ذات رحيل جماعي لأمل !!

.
.
.
هل لي يا كل أبجديتي ..

أن أعانقك اليوم كما لم أفعل مذ رحلت ..

هل لي بالبكاء أمام صورتك الحاضرة الغائبة .. كما بكيتُ ذات طفولةٍ على صدرك ؟

هل لي أن أناديك كما كنت أفعل و أحلم بنداءٍ يشبه لهفتك ..

" أي صغيرتي "

كم أشتهي ذلك النبض المتدفق من فَيكَ كشلال حنين

كم أشتهيها صخرةً تحطم كل ذاك القابع بداخلي كحزن ..

كم أشتاق قطعَ جنة حملتها يداك .. كل حنان .. كحلوى !!


.
.

أبي ..

كلُّ الكلماتِ أنت !!



 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس