منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الزواج
الموضوع: الزواج
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2018, 09:55 AM   #5
سرالختم ميرغنى
( كاتب )

الصورة الرمزية سرالختم ميرغنى

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 7

سرالختم ميرغنى غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل خليل مشاهدة المشاركة

هو نظام كامل متكامل ... اغلبنا أساء فهم هذا النظام ومعرفة قواعده ... فخسر حياته وقضاها في مشاكل لا مبرر لها .. لذى نرى أن الزواج ك مؤسسة ينهار بسرعة البرق .. نتيجة فهم قواعد النظام ومسؤوليات كل فرد منهم

دمت بخير وعافية
***********************************************
شكرا للأخ فيصل خليل . وله وللقراء الحلقة الثانية:

بقية "الزواج"
..كما يخضع الجند للنظام العسكرى ، ولم يقل أحد إن الجندية سبيلٌ لراحة ولا وسيلة لاستقرار أو غير ذلك مما يجرى هذا المجرى . وإنما هو نظام تقتضيه حياة الجماعة . وكل جندى يقول لنا إنه نظام شاق عسير ثقيل الوطأة ، ولكنه لازم ولا بد منه . والفرق بين الزواج والجندية أن الجندى يعلم أنه داخل فى نظام لا لذة فيه ولا متعة له منه ، وأنه سيلقى عناء ويكابد متاعب ، وأنه معرض للجلد والسجن ، بل للموت حتى من غير حرب . ولكن طالب الزواج يمنى نفسه الأمانى المستحيلة فيلقى خلاف ما كان يقدر . ولو أنه وطن نقسه - كما يفعل الجندى - على التعب والنصب ووجع القلب ومعاناة المنغصات لسعد بالزواج ، ولفاز منه بلذات كثيرة ونعم جليلة ومتع يضن بها على النسيان . فعجب وسألنى: " كيف ذلك؟ إن هذا مزاح " فأكدت له أنى جاد . وقلت "إنى أعيش مع زوجتى كأنا صديقان ، ولا يسعنى أن أفعل غير ذلك ، لأنها إنسانٌ مثلى ولها حياتها المستقلة عن حياتى وإن كنا متعايشين تحت سقفٍ واحد . وأنا أحرص فى حياتى معها على الاعتراف بهذا الوجود المستقل فلا أحاول أن أفنى وجودها هذا وأجعله يغيب فى وجودى ، ولو تيسر لى هذا لما كان لى فيه أى لذة لأنى خليق أن أشعر حينئذٍ أنى أعايش آلة لا إنسانا محسا مدركا . ولو أفنيت شخصيتها فى شخصيتى لانحطت فى نظرى إلى منزلة الخدم ، وليست زوجتى خادما ولا آلة ، وإنما هى رفيق حياة . أى صديق ومعين .
..............ثم سألنى: " هل أنت سعيد؟"
قلت: "أنا سعيد لأنى لا أطلب من الزواج سعادة ، ولو كنت أطلبها لشقيت على التحقيق ، وقد تزوجت وأنا موطّنٌ نفسى على أن هذا واجب أؤديه كما أؤدى واجبى بالعمل فى الصحافة وبالاشتغال بالأدب - واجب والسلام . فإذا فزت بمتعة فهذا فضلٌ من الله ، وإذا فاتنى ذلك فما كنت أطمع فيه أو أرجوه . وقد أدخلت هذا فى رأس فهى تفهمه حق الفهم. وقد كان علىّ أن أفهّممها هذا فى أول الأمر لأنى أردت من البداية أن أتجنب سبيل الاخفاق . وقد أفلحت ولله الحمد والشكر ، فإذا حدثتك نفسك بالزواج مرة أخرى فاصنع هذا ...

ابراهيم عبد القادر المازنى

 

سرالختم ميرغنى غير متصل   رد مع اقتباس