[زكريا عليو]

…… && وقالَ البحرُ &&…… .
يا بــحرُ… …
أعــرْني بعــضَ لــغاتِــكَ
عــلَّني أقــرأ ابتســاماتــِك
وأشــكو إلــيكَ آهاتــي
يا بــحرُ… . أنا
ــ ضــحكةٌ نســيَتــْها الــفـصــولُ
عــلى غــصنِ شــجرةٍ… .
تــعرَّتْ ظلالُهــا
يداعبُــها عشــقُ الــوردِ
ــ أغنيــةٌ في فــمِ عــصفورٍ… .
يغــرّدُها للــربيــعْ
ــ شــجنٌ يحــترقُ في نغــمِ الــناياتْ
ــ صــوتُ شــاعرٍ
يرســمُني حــرفاً جـميلاً
يُبــكــيني طــفلٌ… .
هرمَــتْ ضــحكاتُه حــزناً
عــلى مــوتِ ألــعابِهِ
ــ دمــعةٌ تذرفُهــا ثكلى
لــتزهرَ عــلـى وجنتيهــا… .
شــقائقُ الــنعمانِ
ــ حــبّةُ قمــحٍ ضلَّــت طــواحينَهــا
ورحلــَتْ كسرةُ الــخبزِ عن فــمِ الأتقياءْ
فأنتفــضُ لــصرخاتِ القلــوبِ
كما عــصفورٌ بلّلــهُ الــودقُ
…… .. ★★★★… .… ..
بــكاني البــحرُ… وقالَ… أنا :
ــ الــحياةُ ﻻ تمــوتْ
كــيفما شــئتَ أكــون
أمــواجي المســافرةُ
تــحملُ رســائلَ الــترحالِ
وهمــومَ الــخلجانِ
ﻻ يفقــهُ آلامَهــا إلّا
نــوارسُ يُبكــيهــا الرحيــلُ
عــلى كلِّ شــطٍ…… ..
أتــركُ دمــعةً…… ..
تتــذوّقُ مــلوحتَهــا الــرمالُ
مــن كلّ مــدينةٍ
حــكايةً مــن عــمرِ الــتاريخِ
وأنشــودةً تردّدُهــا الــنوارسُ
أنَّ الــماضي ذكرى… ..
وتســتمرُّ الــحياةْ
ﻻ مــكانَ فيهــا للــضعــفاء
دعْ أشــجانَ الــغروبِ
مازالَــتْ خزائني تســتوعــبُ الكــثيرَ
مــن الأســرارِ
وامــضِ في غــنائِكَ
ســجلّاتي يكــتبُهــا المبدعــون

… ..
بقلمي : زكريا عليو
ســوريا ــــ اللاذقية
٢٠١٨/٨/٢٧