..
ذلك الشاعـر ..
نُصفُهُ نجوم
ونصفه الآخرُ بقايا وأشجارٌ عاريه
ذلك الشاعرُ المنكفيءُ على نفسه كخيطٍ من الوحل
وراء كل نافذه
شاعرٌ يبكي ، وفتاةٌ ترتعش ،
قلبي يا حبيبةٌ ، فراشةٌ ذهبيه ،
تحوِّم كئيبة أمام نهديك الصغيرين .
ليتني مطرٌ ذهبي
يتساقط على كل رصيفٍ وقبضةِ سوط
أو نسيمٌ مقبلٌ من غابة بعيدة
لألملم عطر حبيبتي المضطجعة على سريرها
كطير استوائي حنون
ليتني أستطيع التجول
في حارات أكثرَ قذارة وضجة
أن أرتعشَ وحيداً فوق الغيوم .
...
أحلـم بهـا ..
المرأة التي أحلم بها
لا تأكل و لا تشرب و لا تنام
إنها ترتعش فقط
ترتمي بين ذراعيّ و تستقيم
كسيف في آخر اهتزازه
..
هكذا أودك ..
هكذ أودك يا حبيبتي
زهرة برية أو يمامة في عنق الريح
ولكنني يائس حتى الموت
أتقهقر بلا روية على تلال الحبر
وأهدابك الجميلة
تنحني على صفحاتي كعبيد في المراكب
..
ح ز ن ي . .
حزني لا حسب له ولا نسب
كالأرصفة
كجنين ولد في مبغى
محمد الماغوط
..