معدل تقييم المستوى: 25
. . . ثقافة الغرب طغت على كل شيء اللغة والأكل والملبس والهيئة هذا نحن مهما كابرنا ومهما غسلنا ونظفنا رداء الحضارة المُرتدى لم نرتدي من الحضارة سوى عاراً نسلمه لأبنائنا بعد "قبلة فرنسية".. حتى القبلة..! لم تسلم من حضارتنا الزائفة حتى القبلة ندعي الحضارة فيها ونسميها كما يسمونها دون إدراك أو حتى تفكير بأنه يجب أن نكون: نحن! لا هم..! ندعي أننا وصلنا قمة الأرستقراطية والبرستيج.. " برستيج"..! أيوه برستيج.. فهو يجب أن يتفلسف أمامك بنطق بعض الكلمات الأجنبية متباهيا وماله.. برستيج.. برستيج! حضارة زائفة أخرى نعاني من نهم مفرط لها وحتى لو حاولت أن تهرب من واقعهم وتبقى متحضراً مثالياً تتقيد بسلوك وأخلاقيات ثقافتك العربية الأصيلة ستفاجيء بأن حضارة الغرب قد سادت هنا ويجب عليك لبس رداءها تخرج للشارع فتفاجيء بحرف M الأصفر مرتفعاً "ماكدونالدز"..! بريق آخر من الزيف نظن بأنه سينقلنا للأعلي نظن تناول مايقدمه من وجبات فاسدة القيمة هو نوع من عصرية الحضارة وتوسع الوعي الثقافي غرقنا وانغمسنا في تفاصيل هامشية من الحضارة الغربية حتى طغت على كل شيء في حياتنا المهزوزة تدخل مجمع (.....) في مدينة (....) فتشعر وكأنك في مجمع تجاري غربي "تغريب" في اللبس والشعر والهيئة وحتى اللكنة يمارس طقوسه شبابنا "تغريب" حتى في الأغاني ولو لم يفهم معانيها لكن الرغبة بكل ماهو غربي تطغى على كل شيء في حياته تقف عند إشارة ما فتسمع أنريك أجاليسيس منادياً: "California is calling 20 miles to go" وكأنك في تقاطع مرور في مانهاتن هذا حالنا وهذا حال نظرتنا للحضارة والثقافة بينما هم من نحن متيمون بحضارتهم مقبلون عليها يتمسكون بثقافتهم ولا يتخلون عنها ولايستخدموا ثقافتنا وحضارتنا إلا في دراسة واقعنا من خلال الإستشراق المستشرقون عرفوا كل شيء عنا وعن بلادنا أراضينا عاداتنا قهوتنا العربية قيمنا كلها تحت مجهرهم يدرسونها دراسة واعية ليستخلصوا منها كيف يفكر هذا العربي الذي كان يوما ما الموت القادم من الشرق العربي الذي كان يرفع راية الجهاد فلا يقهر بإذن الله كيف يعيش يومه وما سر قوته وكيف نوهنها ونهدم بأسه وفي نهاية الدراسة تعلو ضحكاتهم على واقعنا المطمئن لهم: فيتحدث كبيرهم مبتسماً.. مادام هذا العربي مستمتعا بوجبته في "لاس فيجاس" أقصد ماكدونالدز الرياض فتمنوا له نوماً هانئاً هيّا ارفعوا كؤوسكم ولنشرب نخب: "Good Night Arabs" ~•¤© ~~ نوافذ أخرى ~~ ©¤•~ (1) في فرنسا : يعرف الفرنسيون بأنهم من أكثر الشعوب تعصبا وحفاظا على ثقافتهم ونبذ كل دخيل حيث يعتزون بلغتهم ولايخاطبون السياح إلا بها خصوصا كبار السن منهم حيث تجد صعوبة في تقبلهم للحديث معك بأي لغة عدا الفرنسية..! (2) في المانيا : كان مجموعة من الشباب الألماني يسيرون في شارع حيوي يغنون أغنية أجنبية بكلماتها الأجنبية قد يكون أمرا عاديا في عالمنا الثالث لكن في ألمانيا تم عقد إجتماع طاريء لأكبر مجلس إستشاري في البلاد لمناقشة هذه الظاهرة ومعالجتها سريعا حيث اعتبروها خطرا قادما يهدد لغتهم وثقافتهم (3) هنا: نتفاخر بالديرتي جنز وحشر كلمات أجنبية لنملأ فراغ النقص المتزايد..! ~•¤© ~~ فاصلة أخيرة ~~ ©¤•~ في فترة الخطوبة طلبت منه خطيبته أن يقبلها French Kiss أجابها حبيب القلب: لا أعرف سوى القبلة البدوية العربية فانتهى الأمر.. بفسخ الخطوبة...!! ، قلت في نفسي: ياحرام مالقى أحد يثقفه مثلها أختي الفاضلة.. أعتذر عن طول الخربشة لكن موضوعك ممتع ويلامس واقعاً نعيشه كل يوم كل الشكر على عمق الطرح وجماله خالص الود والتقدير