قيل إن الكلمة تقسم الى ثلاث أقسام، وهي إسم، وفعل، وحرف، ويعتبر ذلك مدخلا بالنسبة لعلماء اللغة، ولو سألت أحدهم لماذا الفاعل مرفوعا، والمفعول منصوباً لأجابك بنفس السؤال الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمة، والمفعول منصوب، وعلامة النصب الفتحة، ولكن لو سألته ما دلالة الضمة، والفتحة لما أجابك بشيء.. إن ما أطرحه من السؤال يؤدي إلى إكتشاف أساس الحرف فيما إذا كان شكلي، أو صوتي، وهذا ما لم يلتفت إليه أرباب اللغة، ولعل الشيء المؤسف إن المصريين - مثلا - لم يكونوا هم من فك رموز اللغة الفرعونية ( الهيروغلافية ) حتى قام بذلك الأجانب، ومن ثم قاموا بتعليم المصريين ذلك، وهو الحال نفسه بالنسبة ل اللغة العربية التي لم يقم أهلها بعد بدراسة أساس نشوء الحرف، ومثل ذلك يعود لعدة أسباب منها عدم توفر العقل العلمي، وعدم وجود الرغبة في منهجية البحث، ولقد رأيت بنفسي في مصر شابا غربيا في العشرينيات قيل عنه خبيرا في الكهرباء، وحوله العشرات من الوزراء، والمسؤولين، وأساتذة الجامعات، وهو يشرح لهم ما يمكن لهم أن يستفيدوا من خبرته، وهو العجب العجاب!
ليس هنالك يا سيرين (( اسئلة لا محل لها من الاجابة )) ومثل ذلك تعبير صريح عن العجز، وعليه سأفترض إنك تعلمين إنه قد تم تنقيط الحروف، أي إن الحروف لم تكن منقطة حتى وضعت النقاط على الحروف، وسأفترض أيضا إنك تعلمين إن القارىء - كما يقولون - كان يعرف الكلام المكتوب قبل التنقيط من سياق الجملة، لكني أسأل كيف كان المتعلم يفرق بين حروف الابجدية وهي غير منقطة مثل ( ج ح خ دذ ص ض س ش ) إن كنتِ سيدتي غير قادرة على الاجابة دعي غيركِ لتتم الفائدة.