إذاً هذا هو الرّسمُ بالكلمات
ما أجملهُ من تبادُلٍ نبيلٍ للأدوار بين الريشةِ والقلم
فحينما يتنحى أحدهما ويفسح المجال للآخر مباركاً للأديب
الفنّان أو الفنان الأديب حُسن اختيار الاداة الأنسب لردم الهوّةِ
بين الفِكرةِ ولزومِ تفرّدِ البوح الموصلِ لها إلى الأذهان وإلى
المشاعر والأسماعِ والأبصار لتستقرَ في الوجدان مُحدثةً ذلك
الأثر الأبلغ والأعمق وتلك الصّدمة المربكة التي تُحِثُها الدّهشة
فلا تمضي إلا وقد تركت فم الرّتابة فاغرِاً وباب الابداعِ والتّفرُّد
مُشرعا .. ما أروع الأديب الفنان في لحظة القلق النبيل وحينما
يجسّد الفِكرة بريشة إزميل أو بإزميل ريشه أو ينثُرها دُرّا أو
ينفحها عبقاً من حروفٍ قِطافُها من مشاتل الأقحوانِ والياسمين
والجُلّنار ..
لا نملك ،يا سيّدتي ، إلا أن ننحنيَ أنا والقلم لشموخ الفكرةِ
والحرف فهنيئاً لكِ بهذا التّفرُدِ والجمال وهنيئاً للأبعاد بكِ