يسألني : كيف حالكِ ؟
و أنا أحاول صياغة أبسط و أقصر الجمل التي لا تصف ولا تشف عن حقيقة الحال ...
أستذكر لون السؤال فيما مضى ...
كان حين يبادر لتفقد حالي .. أستشعر طي النبرة و النظرة و اللفظ .. حالة افتقاد .. و رغبة قضت مضجع الروح ..
كنت أثور .. و أطيش في نثر الكلام و أنا أنهل من فيض الشعور الذي يدور بي و كأني في ساقية فرح .. تغرف من نهر جارٍ يتجدد فيه الإحساس ..
كنت لا أصف حالي ..
بل أصف فنجان الشاي الذي أعددته صباحاً .. و أحكي عن فوضى المكان بعد أن قضيت الليل كله و أنا أبحث عن خاتم الفيروز الذي أضعته ..
و ربما أشكو له من أزرار قميصه المقطوعة .. و أن كل الخيوط التي أملكها أقصر من أن تثبتها .. و ألوانها تثير الشك ..
لذا .. تركتها مقطوعة و عليها بصمات نوايا بريئة ..
ربما قلت ذات مرة ... أني أشعر بالسعادة .. لأسباب لا حصر لها .. أختزلها بابتسامة لأني أراه .. لأني أدرك ان خلف هذا السؤال الصغير ..
مئات الأسئلة... لولا أن الوقت يداهمنا و الحزن يسابقنا و المجهول يترصد لنا ...
لو أني أعلم أن سيف الأحداث سيمزق المسافات .. و يغيّرك ..
لاكتفيت بإجابة أقولها كل يوم للعالم .. أنا بخير .. و رب العالم أعلم بالحال ..
فكيف حالك أنت ؟